في يناير 1984، أعلنتها الجماهير الشعبية صرخة في وجه النظام القائم، ضدا على مخططاته التصفوية التي استهدفت/تستهدف ما تبقى من المكتسبات التاريخية للشعب المغربي في الصحة والتعليم وباقي القطاعات. فكان القمع الأسود، إذ لم يستثن النظام اللاوطني اللادمقراطي اللاشعبي أحدا؛ فطالت الاعتقالات كل خريطة هذا الوطن، بحكم شمولية الانتفاضة. وإذاك أطلق رئيس الدولة السابق إثر خطابه الشهير في يناير 1984 عبارته المشؤومة ونعت ساكنة الشمال بالأوباش، كما أصر على تاكيد أنه مستعد أن يضحي بالثلثين ليعيش الثلث فقط. تلك لقطات من صور الانتفاضة الشعبية ليناير 84.
إن لغة القمع التي سيدها النظام القائم باسم الإجماع الوهمي حول مؤسساته امتد وتعمق ليصل الى استعمال الرصاص إبان النضالات الطلابية ليناير 1988 التي انطلقت شرارتها في أعقاب الرد المباشر للنهج الدمقراطي القاعدي والحركة الطلابية على خطاب الحسن الثاني آنذاك، وانسجاما وموقف الحركة الطلابية الصادر عن المؤتمر الوطني الثالث عشر (13) للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أي اعتبار القضية الفلسطينة قضية وطنية. خرجت الجماهير الطلابية بظهر المهراز بفاس في مظاهرة حاشدة لإدانة جماهيرية لموقف النظام من القضية الفلسطينية، وتحولت بعد ذلك الى مواجهات مع الأجهزة القمعية بكل تلاوينها. وتحول الحرم الجامعي الى ساحة حرب حقيقية، اضطرت معها الاجهزة القمعية الى استعمال الرصاص الحي في وجه المتظاهرين، فسقطت الرفيقة زبيدة خليفة برصاصة في الرأس؛ أما الشهيد الاجراوي عادل فألقي به من أحد طوابق الحي الجامعي.
إن سقوط الشهيدين زبيدة وعادل يوم 20 يناير 1988 تكريس لوحدة الدم بين الشعبين المغربي والفلسطيني ووحدة المصير في مواجهة الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي.
اشتعلت الانتفاضة الطلابية في 20 يناير 1988 أياما معدودة قبل ذكرى الحظر القانوني لأوطم (24 يناير 1973) الذي أعقب نجاح المؤتمر الوطني الخامس عشر (15) المنعقد بتاريخ 11-18 غشت 1972.
لقد كانت محاولة فاشلة من النظام القائم لاستئصال أوطم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق