الاتحاد المغربي للشغل: مملكة موخاريق الخارقة...
سيعقد الاتحاد المغربي للشغل مؤتمره الثالث عشر (13) أيام 21 و22 و23 فبراير 2025، يوما واحدا بعد الذكرى 14 للانتفاضة الشعبية المجيدة ليوم 20 فبراير 2011. وكم هو مُحبِط أن يُقام عرسٌ/مأتمٌ على جثامين الشغيلة في أجواء محطة نضالية خضّبها الشهداء بدمائهم الزكية!!
وكالعادة، سيمُرّ المؤتمر في أجواء احتفالية تكريسا للقبضة الحديدية للقيادة البيروقراطية في شخص الأمين العام "الأبدي" ميلودي موخاريق على درب رفيقه المحجوب بن الصديق. وسيكون بدون شك مناسبة لذبح الديمقراطية و"شرعنة" الفساد المالي. ولن نتفاجأ إذا تم لي عنق "القانون/الديمقراطية" لتثبيت الامبراطور بدون منازع وبمباركة أشباه المناضلين، خاصة في صفوف الجامعتين للفلاحة والجماعات المحلية. لا ندّعي قراءة المستقبل، لكن واقع الحال في صفوف الاتحاد بارز للعيان. وكل الأسماء الوازنة لا يهمها تقييم حصيلة ما بين المؤتمرين أو التقريرين الأدبي والمالي ولا التوجه العام للمركزية النقابية أو آفاق العمل أو حتى تقييم أثر وسياقات إعلان الإضراب العام الوهمي ليومي 05 و06 فبراير 2025...، إنها تقاتل من أجل الكراسي والكراسي فقط. لأن هذه الأخيرة مصدر الريع والغنى الفاحش. لقد قتلوا روح التطوع وكفاحية العمل النقابي، وجعلوا من النقابة أو الفعل النقابي نشاطا مُدرّا للدخل...
إن ما قيل ليس غريبا أو جديدا، ما يؤلم هو أن يتسابق أشباه المناضلين على حصتهم في مملكة موخاريق الخارقة، علما أن الثمن باهض والتكلفة كبيرة. فأن تحوز على كرسي بالأمانة الوطنية أو على الأقل باللجنة الإدارية أو على رأس جامعة وطنية لابد أن تكون مطيعا ومستعدا لتنفيذ التعليمات والأوامر والسكوت عن الجرائم التي تقترفها البيروقراطية بدم بارد، ومن بينها الاتجار في معاناة العمال والشغيلة عموما. ونؤكد مرة أخرى أن التحالف مع البيروقراطية والتحالف مع النظام القائم وجهان لعملة واحدة، كما أن جرائم البيروقراطية وجرائم النظام القائم هي كذلك وجهان لنفس العملة...
والمطلوب من المناضلين حقا إذا استطاعوا حجز بطاقة المؤتمر هو فضح جرائم القيادة البيروقراطية وتواطئها مع النظام وتفجير قنبلة مالية الاتحاد. وحتى بدون بطاقة وكافة المناضلات والمناضلين، مطلوب منهم وخاصة بالموازاة مع انعقاد المؤتمر إسماع صوتهم، بدء بإدانة الإقصاء من خلال التجييش وشراء "الأصوات" الى إثارة واقع الديمقراطية الداخلية والتسيير المالي...
ولعل الشعار الذي يليق بالمؤتمر 13 هو المحاسبة المالية والأدبية للقيادة البيروقراطية ورمزها الباطرون موخاريق وحاشيته.
لقد تأخرت المحاسبة كثيرا بفعل التواطُآت الفجة والمكشوفة منذ المؤتمر العاشر (10)، وحتى قبله إبان "حكم" المحجوب بن الصديق، هذا الأخير الذي عاث فسادا بمملكة الاتحاد ورحل بجلده سالما. وذلك ما حصل أيضا بالنسبة لعبد الرزاق أفيلال في مملكة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. إنه الإفلات من المحاسبة، بل الإفلات من العقاب، بالنسبة للعديد من الرؤوس في صفوف مختلف النقابات، هذه الحيتان الكبيرة التي راكمت ثروات هائلة على حساب عرق الكادحين من عمال وفلاحين فقراء...
فهل ستتكرر هذه المأساة مع موخاريق؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق