عاملات وعمال سيكوميك بمكناس تحت القصف...
عرفت معركة عاملات وعمال سيكوم ميك بمكناس يوم 18 دجنبر 2024، منعطفا خطيرا؛ إذ منذ الساعات الأولى من الصباح، أي منذ الخامسة صباحا من يوم أمس بالضبط، قامت عصابة من الملثمين محسوبة على الفندق الذي يملكه مالك الشركة بالهجوم على المعتصم كالعادة بالماء المثلج والعصي...
وقد خلف هذا الهجوم الإجرامي إصابة عامل نقل على إثر ذلك في سيارة الإسعاف إلى المستعجلات، لينضاف هذا الهجوم الهمجي المنظم إلى الهجومات المتتالية التي تشنها بالوكالة عصابة موجهة من طرف صاحب الفندق (نفس مالك الشركة) ومن يتستر عليه ويحميه.
وما أن بدأ العمال والعاملات يلملمون جراحهم وآلامهم حتى تفاجؤوا بتدخل باشا المدينة والقائد مدعومين بأعوان السلطة وشيوخ ومقدمين ومختلف أجهزة القمع لفك الاعتصام وإفشاله/إجهاضه؛ وبالتالي نسف الخيام (البرارك) التي نصبتها العاملات لإيواء أنفسهم ومرضاهم ووقايتهم من البرد القارس. هذا الهجوم المباغت والوحشي، الذي انطلق من الساعة الرابعة مساء حتى السادسة والنصف أسفر عن إصابة عاملتين نقلتا على إثره على متن سيارة الإسعاف إلى المستعجلات. وقد ترك هذا الهجوم الاستفزازي المدبر صدمة كبيرة في صفوف العاملات والعمال وعبر عن التواطؤ المكشوف للسلطة على مختلف مستوياتها مع الباطرونا.
إن هذا الرعب والتضييق اللذين عاشتهما العاملات والعمال لم يثنيهم عن مواصلة معركتهم البطولية ولن يفلح في تركيعهم وفرض استسلامهم.
لقد وقفوا سدا منيعا ضد هذا الترهيب المنظم، وقاوموه بعزيمة وإصرار. وعبروا عمليا وبقلب واحد وإرادة مستميتة عن تشبثهم بالمعركة ولو على حساب أرواحهم.
وبالفعل لازالت الخيام في أماكنها، ولازالت عزيمة العاملات والعمال قوية من أجل مواصلة المعركة حتى انتزاع حقوقهم المسلوبة.
إن هذا الهجوم الجبان والمدان قد شكل ضررا ماديا ومعنويا بالنسبة للعاملات والعمال، لأن أكثرهم يعانون أمراضا مهنية مزمنة، علما أنهم عاجزون حتى عن توفير إمكانيات العلاج.
لقد فقدوا وظائفهم لأكثر من أربع (04) سنوات، إنهم يعانون وأسرهم وأطفالهم التشريد والضياع بالشارع العام...
أمام هذا الوضع المزري والملغوم الذي تعيشه العاملات والعمال بالمعتصم، وأمام التواطؤ المكشوف لأجهزة النظام الرجعي القمعية والباطرونا والقيادة البيروقراطية للكنفدرالية الديمقراطية للشغل CDT (فرعا ومركزا) وكل الهجومات المتتالية التي تعرض لها العمال والعاملات من أول يوم في المعتصم الذي فاق 160 يوما، ستجعل منهم/هن، أي العاملات والعمال، ذاتا مناضلة قوية وأكثر صلابة في مواجهتها للإجرام والانتقام، وأكثر تشبثا بحقوقها المشروعة.
إن تاريخ النظام الرجعي في مواجهته لكل المعارك النضالية من معارك العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين هو تاريخ أسود ودموي، لذلك ستبقى معركة سيكوميك بمكناس مدونة بالدم في السجل النضالي لشعبنا، وفي نفس الآن وصمة عار على جبين النظام وأزلامه وكل المتواطئين والمتخادلين والخونة الانتهازيين...
ألف تحية لصمود عاملات وعمال سيكوميك بمكناس وكافة العمال، ومن بينهم العاملات الزراعيات والعمال الزراعيين باشتوكة أيت باها...
إننا أمام المرآة، لنتحمل مسؤوليتنا بعيدا عن الشعارات وأشكال امتطاء المعاناة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق