الشهيدان الخالدان: الدريدي وبلهواري...
(مجموعة مراكش 1984)
اعتقل الشهيدان مصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي على إثر الانتفاضة الشعبية لشهر يناير 1984. وحوكما بتهم جاهزة، وعلى رأسها "المؤامرة الغاية منها قلب النظام".
ونحن، إذ نعانق الشهداء الماركسيين اللينينيين، ومن ببنهم الرفيقين الشهيدين الدريدي وبلهواري، فلأننا مقتنعون بمرجعيتهم وأهدافهم النضالية..
كانت حصة الرفيق الشهيد بوبكر الدريدي إثر محاكمة صورية خمس (5) سنوات سجنا نافذا؛ أما حصة الرفيق الشهيد مصطفى بلهواري، فكانت عشر(10) سنوات سجنا نافذا.
قاوما شراسة السجان وظروف الاعتقال القاسية بسجن بولمهارز بمراكش، كما صمدا تحت تعذيب الجلاد سواء بالدرب سيء الذكر بالدار البيضاء أو بمخافر التعذيب بمراكش؛ علما أن الشهيد الدريدي لم ينقل الى الدار الببضاء، لأنه اعتقل بعد مدة من اعتقال أغلب معتقلي مجموعة مراكش وعودتهم الى سجن بولمهارز بمراكش.
تشبثا بمواقفهما الثورية قبل المحاكمة وإبانها وبعدها، وحتى الاستشهاد؛ وهي المواقف التي تقاسماها مع مجموعة من رفاقهما قبل الاعتقال وإبانه، وفي مقدمتها اعتبار النظام القائم لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، وأن خلاص شعبنا وتحرره رهين بإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بقيادة حزب الطبقة العاملة الماركسي اللينيني.
وبعد نقاشات ماراطونية في صفوف مجموعة مراكش 1984، المكونة من أربعة وأربعين (44) معتقلا سياسيا، وهي النقاشات التي انطلقت مباشرة بعد إصدار الأحكام التي تراوحت ما بين سنة واحدة (1) سجنا نافذا وخمسة عشر (15) سجنا نافذا، قرر عشرة (10) معتقلين سياسيين، كان ضمنهم الرفيقان الشهيدان الدريدي وبلهواري، خوض إضراب لا محدود عن الطعام من أجل انتزاع ملف مطلبي شامل من بين نقطه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والزيارة المباشرة لفائدة العائلات والأصدقاء والرفاق...
انطلقت معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري، معركة لا للولاء، في 4 يوليوز 1984، وعرفت أشواطا كثيرة من التعذيب والتضييق داخل الكاشو والزنازن الانفرادية بمراكش واسفي والصويرة والمنع من الزيارة...
بعد تشتيت المضربين وفقط المضربين في صفوف المجموعة على سجون مراكش واسفي والصويرة، كان مصير الشهيد الدريدي بالصويرة ومصير الشهيد بلهواري باسفي. استشهدا بعيدان عن بعضهما البعض بمستشفيي الصويرة واسفي. كان ذلك بالنسبة للشهيد بوبكر في 27 غشت 1984، وبالنسبة للشهيد مصطفى في 28 غشت 1984. لقد وقعت جريمة النظام النكراء في أوج لعبته "الديمقراطية"، أي إبان الحملة للانتخابات التشريعية لسنة 1984، وترتب عنها بالإضافة الى الشهيدين عدة حالات بعاهات مستمرة حتى الآن، وهناك من رحل بسببها...
والحديث دائما عن الانتفاضة الشعبية الخالدة وعن الاعتقال السياسي كقضية طبقية، فقد اعتقل المناضل عبد الحكيم المسكيني إثر الانتفاضة وبعد نضالات مشهودة بالثانويات، واستشهد بسجن بني ملال يوم 19 يوليوز 1984.
والحديث أيضا عن الشهيدين وعن مجموعة مراكش 1984، لا يمكن إغفال الأدوار النضالية والتضحيات الكبيرة التي قامت بها العائلات ومجموعة من المناضلين داخل المغرب وخارجه...
المجد والخلود للشهيدين الدريدي وبلهواري ولكافة شهداء شعبنا؛
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين؛
النصر لقضية شعبنا المكافح...
ملاحظة: تحدثت كتابات كثيرة عن خوض الشهيدين عدة إضرابات عن الطعام، والصحيح أنهما خاضا إضرابا واحدا واستشهدا إبانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق