اتفاق أم مؤامرة؟!!
المقاومة الفلسطينية قامت منذ البداية وتقوم على مواصلة المعركة حتى النصر الحقيقي، وذلك دأب كافة الشعوب التي تعاني نير الاضطهاد والقهر. ولا ولن تنخدع للهدايا المسمومة لأعدائها، وعلى رأسهم الامبريالية والصهيونية والرجعية. فمن العار تجاهل التضحيات البطولية للشعب الفلسطيني لعقود والتهليل ومباركة المناورات الخبيثة الهادفة الى تكريس الهزيمة وقتل شعلة الكفاح. ويعتبر "الاتفاق" الأخير، أي "الهدنة" الكاذبة، مجرد مسرحية تضليلية لترتيب الأوراق في المنطقة وتسويق الوهم للمنبطحين وذوي ذاكرة السمك.
فكيف نتناسى والدماء لم تجف بعد سلسلة الاغتيالات والجرائم الفظيعة للكيان الصهيوني بغزة ولبنان وسوريا، ونصفق لمؤامرة مكشوفة تخدم مصالح مصاصي الدماء؟!!
كيف نغمض أعيننا عن استمرار الدمار والتقتيل بسوريا من طرف العصابات الظلامية المتصهينة والمدعومة من طرف عرابي المؤامرة المسماة "اتفاق"؟!!
فمتى انتظرنا من الأنظمة الرجعية الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية؟!!
إن انتصار الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المضطهدة هو هزيمة للرجعية والصهيونية والامبريالية. ولا يمكن لهذا "الثالوث" أن يقبل بتحرر الشعوب إلا بشروطه وبالصيغ التي تناسب مشاريعه ومخططاته، وبما يفرغ التحرر والانعتاق من معانيهما ودلالاتهما الحقيقية. ولنا في التجربة المغربية دروس. فهل تحرر أو استقل الشعب المغربي بعد أتفاقية "إيكس-لي-بان" المشؤومة؟!!
وهل تحرر الشعب الفلسطيني بعد مسلسلات الحوار والاتفاقات الخيانية التي لا تنتهي؟!!
وهل سنثق في وعود الكيان الصهيوني وعرابيه؟!!
إنها نكسة بعد أخرى، وتفتيت للأرض الفلسطينية واغتصابها، وتعميق لجراح شعوب المنطقة (فلسطين ولبنان وسوريا) وتقسيمها!!
إنها دعوة لمواصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني الدموي والتعايش مع جرائمه وقبول وتقبل هيمنته على خيرات المنطقة وسيطرته عليها كموقع استراتيجي يضمن أمنه واستقراره على حساب أمن واستقرار شعوب المنطقة.
وإن مباركة القوى الظلامية للمؤامرة تعبير مفضوح عن عمالتها وتورطها الى جانب الأنظمة الرجعية بالمنطقة، وخاصة أنظمة مصر وقطر والسعودية وتركيا...
كفى من التشبث بالسراب والخضوع للأمر الواقع المذل، ولتكن هذه المحطة "استراحة محارب" فقط ودرس لنا جميعا.
فلا بديل عن استمرار المقاومة حتى دحر الرجعية والصهيونية والامبريالية. علما أن انتصار القضية الفلسطينية هو انتصار لنا، وانتصار قضيتنا هو انتصار للقضية الفلسطينية.
النصر للقضية الفلسطينية، قضيتنا الوطنية؛
المجد والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق