النضال، ما معنى النضال؟
كثيرون يدّعون النضال، بل الكُل يدّعي النضال، لدرجة ضاع معها النضال...
وما معنى النضال؟
إن المعنى السائد للنضال هو الكفاح والمقاومة. لكن ما معنى الكفاح والمقاومة؟
لن ندخل في متاهة التفسيرات والتفسيرات المضادة أو عالم التأويلات الانتهازية والمُغرِضة، لأن هدفنا الأول هو تصويب البوصلة تجاه الثورة المغربية، وليس اللّعب الطفولي بالكلمات والمفاهيم أو الغرق في بحر المراجع والمرجعيات...
لا ندّعي احتكار النضال، بالمعنى الأكثر تداولا، أي الكفاح والمقاومة، ولا حتى السعي لوضع تعريف دقيق للنضال؛ لكن الواجب النضالي، وبالمعنى المذكور، أي الكفاح والمقاومة، يفرض وضع النقط على الحروف، تجاوزا لعبث دعاة النضال وأسيادهم، ومن بينهم المرتزقة المُموّلة من أجل الإساءة إلى النضال والمناضلين حقّا. ومن بين أساليب هذه المرتزقة ارتكاب أفعال دنيئة وإلصاقها بالمناضلين حقّا والتشويش والافتراء عليهم؛ والغاية طبعا هي إعدام حظوظ المناضلين حقا فيما يتعلق بارتباطهم بالقواعد وعموم الجماهير الشعبية المضطهدة...
بدون شك، يتحمل المناضلون حقا جزءً من المسؤولية بالنظر إلى "تواضع" فعلهم النضالي وتشتته، خاصة على مستوى الميدان، لكن النظام القائم ليس غائبا عن الصراع الدائر بالساحة السياسية. فبإمكانياته الهائلة يتحكّم إلى حدود بعيدة في توجيه الأحداث، بل وصُنعها. والفئة التي يستهدفها بالدرجة الأولى هي دعاة النضال في ظروف صعبة وهشّة، لأنهم أكثر تجاوبا مع الإغراءات وسعيا وراء الفتات، والى جانبهم ذوي بعض الإمكانيات في صفوف البورجوازية الصغيرة والمتوسطة، لأن هؤلاء الأخيرين يهمُّهم الحفاظ على وضعهم "المستقر" و"المريح". والنتيجة في الأخير هي تفويت الفرص على المناضلين الثوريين، ونقصد المناضلين الماركسيين اللينينيين، في تنظيم صفوفهم وتوسعهم الى جانب أوسع الجماهير الشعبية، وفي مقدمتها الطبقة العاملة...
باختصار، لا نريد أن نكتفي بالمعنى البسيط للنضال، أي نشر المقالات وإصدار البيانات والبلاغات وتنظيم الوقفات والمسيرات باسم الجمعيات والنقابات والجبهات والائتلافات القائمة على "جمع ما لا يُجمع"، ونحترم رغم ذلك كل المناضلين الصادقين حسب طاقاتهم وإمكانياتهم؛ إلا أننا ندعو الى رفع الإيقاع أكثر كمناضلين ثوريين. فما يحصل الآن وبحماس وعاطفة وفي الحدود المرسومة يخدم النظام القائم أكثر ممّا يخدم قضية شعبنا. فكيف نفرح لتنظيم مسيرات تعتبرها القوى الظلامية مسيرات "مليونية" وسجون الذل والعار مليئة بالمعتقلين السياسيين؟!!
وكيف نقبل الصمت والعمال مشردون، حال عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس...؟
إن النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ببلانا وتسوية وضعية العمال والعاملات مهمّة نضالية متواصلة، بل ومُلحّة وعنوان لمدى صدقيتنا وجديتنا ومبدئيتنا. وأي “بهْرجة” لا تلتفت الى العمال والمعتقلين السياسيين تضع نفسها في خانة النظام القائم ورهن إشارته...
كما أن النضال ليس منافسة أو مزايدة أو لحظة عابرة، إنه موقف من موقع قوة تفرض الحضور النضالي المنظم والمنتظم...
إن النضال ليس شعارات عابرة لتصفية حسابات. كما أن شعار "من يكرم الشهيد يتبع خطاه” لا معنوى له دون الارتباط الفعلي بالقوى الطبقية التي تعاني الاضطهاد والاستغلال الفعليين..
لنناضل من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق