هل سيلجأ "المعارضون الرسميون" لمشروع قانون الإضراب الى لعبة الكرسي الفارغ؟!
يلوح بعض "المعارضين" من داخل مجلس المستشارين لمشروع القانون التنظيمي 97.15 بتحديد شروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب بالانسحاب من مناقشته، وذلك بمبررات واهية، منها كون تمريره بدون نقاش يمس ب"المؤسسات وديمقراطيتها" ويفوت فرصة "تجويده". فمتى كانت هذه المؤسسات (البرلمان) ديمقراطية؟! كما أن التجويد الذي يسهر عيه النظام والقوى الرجعية هو إصدار نص يحكم القبضة الحديدية على أعناق بنات وأبناء شعبنا.
إن المعارضة الحقيقية لهذا المشروع المشؤوم لا يمكن أن تكون إلا من طرف أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات مناضلة حقا وتخدم حقا قضية شعبنا وتدافع عن مصالحه وتناضل من أجل انتزاع حقوقه وصيانتها، وليس من داخل مؤسسات بدون مشروعية ومفتقدة للمصداقية، مؤسسات مؤطرة بدستور ممنوح. ومن بين ما يكشف زيف شعارات وادعاءات هؤلاء "المعارضين" تطبيعهم مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية. فالسكوت عن جرائم النظام القائم المتواصلة على كافة المستويات تعبير مفضوح عن الخنوع والانبطاح مقابل الفتات...
أما انتظار النقاشات "التفصيلية" والأيام الدراسية (تم يوم الأربعاء 22 يناير 2025 بمجلس المستشارين تنظيم يوم دراسي بشأن القانون التكبيلي للإضراب من طرف لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بنفس المجلس) فليس سوى ضحكا على الذقون وتخفيفا لوطأة تمريره، وذلك بعدما تم إقراره بمجلس النواب. وهو ما ذهبت اليه خاصة القيادة البيروقراطية للمركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل التي اختارت عدم المشاركة في مسيرة الأحد الماضي 19 يناير 2025.
وأمام تنزيل النظام القائم للمخططات الطبقية المملاة من طرف الامبريالية وحتى لا نعود الى تفاصيل المسرحيات السابقة، ومنها مسرحية تمرير قانون "إصلاح" أنظمة التفاعد، نطرح الأسئلة الجوهرية التالية:
- ماذا بعد تنزيل هذا القانون المشؤوم وباقي القوانين التي تطبخ على مهل؟
- من سيتصدى له وللمشاريع المدمرة الآتية، على أرض الواقع ومن خندق العمال والفلاحين الفقراء وأوسع الجماهير الشعبية؟
- الى متى ستستمر "الجعجعة" بدون طحين التي تتستر عن الاستغلال والاضطهاد الطبقيين؟
إن الرهان على القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية تكريس للواقع الموبوء ومساهمة في تأبيد معاناة الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتها الطبقة العاملة.
وبالمناسبة، فقد فضحت مسيرة يوم الأحد الماضي 19 يناير 2025 مكر القوى الظلامية وباقي القوى السياسية الانتهازية؛ فما معنى مشاركة الذراع النقابي (الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب) لحزب العدالة والتنمية في المسيرة، وهذا الأخير مساهم "سابق" في بلورته؟!
ثم ما هي الرسالة التي سعت جماعة العدل والإحسان الى إرسالها الى النظام بعد مشاركة نقابييها وحواريها "المحتشمة" في المسيرة؟
أين اختفى جندها الذي يؤثث المسيرات "المليونية" ويزايد بالقضية الفلسطينية من داخل الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع؟!
يا عمال بلادنا ويا عمال العالم، فما حك جلدكم/جلدنا غير ظفركم/ظفرنا...
إنها معركة متواصلة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق