صفحتنا على الفيسبوك

الثلاثاء، 11 فبراير 2025

الرئيسية ذكرى انتفاضة 20 فبراير آتية، فهل سنأتي؟

ذكرى انتفاضة 20 فبراير آتية، فهل سنأتي؟

 


ذكرى انتفاضة 20 فبراير آتية، فهل سنأتي؟

 

لم يتوقّف الفعل النضالي يوما، قبل الانتفاضة الشعبية ليوم 20 فبراير 2011 أو بعدها؛ وكذلك تضحيات وعطاء الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة، المُؤثرة في حركيّة الصراع الطبقي ببلادنا. طبعا، الفعل النضالي ليس خطّا مستقيماً. فهناك محطات قوية، خاصة الانتفاضات الشعبية والإضرابات العامة، وهناك مسارات خاضعة للمدّ والجزْر وِفق موازين القوى السياسية وحسب الفاعلين والمتدخلين، سياسيين أو نقابيين أو جمعويين.

قريباً، سنخلد الذكرى 14 لانتفاضة 20 فبراير 2011. والأمر لا يكمُن في التخليد في حدِّ ذاته، لأن كل طرف سياسي سيخلدها بطريقته وحسب موقفه وفهمه لسياقاتها. علما أن أخطر تخليد لها ولغيرها من المحطات المُشعّة لشعبنا هو امتطاؤها وتوظيفها لفائدة أهداف بعيدة على أن تكون الأهداف الحقيقية لها، وخاصة شعار "إسقاط النظام" الذي أطر مرحلة بكاملها وبمنطقة شاسعة، من تونس وعبر مصر الى المغرب.

مؤخراً، ومع بداية سنة 2025، عشنا لحظات بارزة بغض النظر عن موقفنا منها أو تقييماتنا لها وعن قُربنا منها أو بُعدنا عنها. ونقصد بالخصوص المسيرة الوطنية ليوم 19 يناير 2025 بالرباط والإضراب العام أو الإضرابين العامين ليوم 05 ويومي 05 و06 فبراير 2025 بعد تمرير القانون المُخزي للإضراب والمسيرة الوطنية بمراكش ليوم 09 فبراير 2025. لقد حضرنا، والأدق تابعنا هذه اللحظات بإيجابية ونضالية ومن منطلق الحضور النضالي الدينامي حيث تحضر الجماهير الشعبية كتعبير منها عن رفضها للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية وعن استنكارها وإدانتها للنظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي المسؤول الأول عن معاناتها وآلامها.

الملاحظة الأولى: تتمثل في كون القيادات السياسية والنقابية والجمعوية الداعية والمؤطِّرة للأشكال المشار اليها معروفة بانتهازيتها وتذبذبها القائمين على التواطؤ والتخاذل. ومن بين ما يفضح ذلك استمرار المعركة البطولية لعاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس في تجاهل تام ومكشوف، ليس من طرف النظام لأن ذلك من صميم جرائمه، بل من طرف من يدّعون خدمة العمال والشغيلة عموما!!

الملاحظة الثانية: استمرار اختباء القوى السياسية وراء العمل الجمعوي والنقابي، وهو ما يؤكد مغزى الملاحظة الأولى. فبدل أن تكون القوى السياسية المحسوبة على الصف "الديمقراطي والتقدمي" مبادِرة تحتمي بالنقابات والجمعيات من خلال مباركة خطواتها والدعوة الى التضامن معها، وفي أحسن الأحوال الدعوة الى الانخراط والمشاركة فيها؛ وكأنها غير معنية مباشرة بالتنزيل المحموم والمتسارع للمخططات الطبقية المملاة من طرف الامبريالية ولجريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني!!

الملاحظة الثالثة: عبارة عن سؤال بخلفية "توضيح الواضحات من المفضحات" وتسمية الأشياء بمُسمّياتها بدل الغرق في العموميات، وهو:

هل تدعو الجهات المنظِّمة للأشكال المذكورة والقوى السياسية "المُتَمتْرِسة" وراءها الى تخليد ذكرى الانتفاضة الشعبية ليوم 20 فبراير 2011، على الأقل لأنها كانت ضمن مكونات ما عُرف ب"حركة 20 فبراير" ومجلس "دعمها" وللدِّقة مجلس "قتلها"؟ والمقصود بدون شك هو التخليد النضالي بما يليق والانتفاضة وزخمها وشهدائها.

الملاحظة الرابعة: إن إشراك جماعة العدل والإحسان والقوى الظلامية عموما في أي شكل من أشكال التخليد يسيء الى الانتفاضة ويغتال شهداءها ثانية وعن "سبق الإصرار". لنا ذاكرة قوية، كما ذاكرة شعبنا؛ ألم تنسحب الجماعة من الدينامية النضالية لما بعد الانتفاضة بإيعاز من النظام القائم وعلى لسان "أيقونتها" نادية ياسين؟!!

ثم ألم يستفد حزب العدالة والتنمية بخِسّة وحقارة من الانتفاضة وديناميتها اللاحقة، بل كرس الاضطهاد والبؤس ومِحن بنات وأبناء شعبنا من خلال الدستور الرجعي الممنوح (دستور 2011) والحكومة/الحكومات الرجعية، الخادمة والمطيعة للنظام القائم وللإمبريالية والصهيونية؟!!

الملاحظة الخامسة: إن الرهان على "حصان" القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية رهان خاسر؛ لأن "الحصان" ميِّتٌ، ومن يركب حصانا ميتا فهو الميت. ويترتّب على ذلك بالضرورة تجنُّد المناضلات والمناضلين داخل النقابات (الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل) وخارجها وداخل الجمعيات (الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحماية المال العام) وخارجها وحتى داخل بعض القوى السياسية (النهج الديمقراطي العمالي وفيدرالية اليسار الديمقراطي والاشتراكي الموحد...) وخارجها، وبالتالي إبداع آليات نضالية جديدة ومتجددة لتخليد الانتفاضة في عمقها الطبقي الكفاحي، وليس عبر "جبهات" أو "شبكات" أو "ائتلافات" ملغومة تدّعي الوحدة والتوحيد، لكنها تسوِّق الوهم و"تُبيِّض" سِجلاّت بعضها البعض. والخطير أن بعضها يمتطي بجُبن متْن قضيتنا الفلسطينية، قضية الشعب الفلسطيني؛ ويسكت عن قضيتنا، قضية شعبنا المغربي. ومن يسكت عمليا عن قضية شعبنا تحت أي مبرر، فإنه يخدع فلسطين والفلسطينيين، باسم التضامن والدعم و"مناهضة التطبيع".

الخلاصة:

إن طموحنا كبيرٌ في مواصلة بناء أداة ثورية، منظمة ومؤطرة، من أجل خدمة قضية شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة، الطبقة الثورية حتى النهاية، وذلك من بين المهام المُلقاة على عاتق المناضلين الثوريين حقا، من عمال وفلاحين فقراء ومثقفين ثوريين.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة 20 فبراير 2011 ولكافة شهداء شعبنا، إننا "نسير جماعة متراصة في طريق وعر وصعب متكاثفين بقوة ومن جميع الجهات يطوقنا الأعداء. وينبغي لنا أن نسير على الدوام تقريبا ونحن عرضة لنيرانهم. لقد اتحدنا بملء إرادتنا، اتحدنا بغية مقارعة الأعداء بالذات لا للوقوع في المستنقع المجاور الذي لامنا سكانه منذ البدء لأننا اتحدنا في جماعة على حدة وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة" (لينين، "ما العمل؟")...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.