وفيما يلي فقرة من مقال للرفيق لينين بجريدة "نيفسكايا زفيزدا" بتاريخ 31 ماي 1912:
لا تقدّم دون تحسين معيشة الكادحين
من جهة أخرى، لن توافق جماهير الشعب الكادحة على أيّ مفهومٍ لـ«تقدّم» عامّ للبلد إذا كان يخلو من المطالب الاقتصادية، من تحسينٍ فوريّ ومباشَر في أوضاعهم. إنّ الجماهير لا تنجذب إلى الحركة، ولا تشارك بقوّة فيها، ولا تقدّرها عالياً وتبدي الشجاعة والتضحية بالنفس والمواظبة والإخلاص للقضية العظيمة، إلا إذا كانت حركةً تشقّ طريقها لتحسين الوضع الاقتصادي لمَن يكدحون.
ولا يمكن للأمر أن يكون بخلاف ذلك، لأنّ الأحوال المعيشية للعمّال في الأزمان «العاديّة» هي بالأساس قاسية على نحو مريع. فالطبقة العاملة أثناء سعيها لتحسين أحوالها المعيشية تحرز التقدّم أيضاً من النواحي المعنوية الأخلاقية، والفكرية، والسياسية، وتصبح أكثر مقدرةً على إنجاز أهدافها التحرّرية العظيمة.
إنّ إحصاءات الإضراب المنشورة من وزارة التجارة والصناعة تُبرز على أكمل وجه هذه الأهمية الهائلة للنضال الاقتصادي للعمّال في فترة النهوض العام. وكلّما كان هجوم العمّال أشدّ بأساً، كانت إنجازاتهم في تحسين مستوى معيشتهم أعظم. الحصول على «تعاطف المجتمع» وعلى ظروف حياة أفضل، كلاهما نتيجتان لدرجةٍ عالية من تطوّر النضال. وبينما يقول الليبراليون (والتصفويّون) للعمّال: «تكونون أقوياء عندما تحصلون على تعاطف (المجتمع)»، يقول الماركسيون للعمّال شيئاً مختلفاً: «تحصلون على تعاطف (المجتمع) عندما تكونون أقوياء». ما نعنيه بالمجتمع في هذه الحالة هو جميع الشرائح الديمقراطية من السكّان والبرجوازية الصغيرة والفلاحين والمثقفين، الذين هم على تماسّ وثيق بحياة العمّال والموظّفين وإلخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق