صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 5 مارس 2025

الرئيسية عواصف الصراع الطبقي لا تهدأ أبدا...

عواصف الصراع الطبقي لا تهدأ أبدا...


 عواصف الصراع الطبقي لا تهدأ أبدا...

 

الصراع الطبقي كالبحر اللُّجَي، عواصفه لا تهدأ، سطحا وعمقا. وحتى في حالة "السكون"، فإنه السكون الذي يسبق العاصفة. وكم من انتفاضة شعبية تفجرت دون سابق إنذار...!! والمؤسف، أنه لم يسبق أن كنا في الموعد، تنظيما أو تأطيرا.

وهنا يسقط الكلام العقيم والقدحي في حق الشعوب المضطهدة، ومن بينها شعبنا المغربي المكافح. فبدل إلقاء اللوم على ذواتنا المتهالكة، نكيل التهم المجانية للشعوب؛ ونقصد دائما وبالدرجة الأولى عند الحديث عن الشعب في "هُلاميته" الجماهير الشعبية، وفي مقدمتها الطبقة العاملة. ولا يستطيع أحد أن ينفي أن من بين الأعطاب التي تعاني منها الشعوب خيانة "أبنائها". وإن العديد من التجارب النضالية ببلادنا قد فشلت بسبب تواطؤ "الرموز" القيادية أو انهيارها أمام الآلة القمعية، وبالتالي انخراطها في مشاريع النظام الطبقية. ونتذكر بالمناسبة المقولة الحكيمة "ما يُؤلم الشجرة ليس الفأس، بل ما يؤلمها حقاً أن يد الفأس من خشبها"!!

باختصار شديد، إن الشرط الموضوعي قائم دائما بالنظر الى معاناة أوسع الجماهير الشعبية وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن الشرط الذاتي غائب حتى الآن. وهنا تكمن المعضلة الحقيقية، خاصة وعدم الاهتمام بتأثيرها على مجرى الصراع الطبقي وضعف الاشتغال على فك "طلاسمها" وتجاوزها. فواهم من يعتقد أن شعبنا سيخرج من عنق الزجاجة دون تنظيم ثوري مسلح بالنظرية العلمية الماركسية اللينينية.

والخطير الآن أن ظروف العيش الكريمة و"المريحة" لا تغيب فقط عن الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وباقي المقهورين، فإنها تغيب أيضا عن البورجوازية الصغيرة وحتى عن البورجوازية المتوسطة، وخاصة فئتها الدنيا. ورغم توسع رقعة المعاناة والبؤس الطبقيين، فإننا لم نستطع بعد توفير شروط النهوض الذاتي من وضوح سياسي وإيديولوجي ومن تواصل منظم ومنتظم ومن تحالف نضالي منسجم...

إن الساحة السياسية تعُجّ بالأحزاب والتيارات السياسية والنقابات والجمعيات والجبهات والتنسيقيات والائتلافات، إلا أنها لا تقدم أي إضافة حقيقية لقلب موازين القوى السياسية لفائدة أوسع الجماهير الشعبية. فالزيادات في الأسعار لا تتوقف والنهب والتفويت متواصل لخيرات بلادنا والإجهاز على المكتسبات ومنها الحق في الإضراب والتقاعد والوظيفة العمومية والتضييق على الحريات العامة والتنزيل المتواصل للمخططات الطبقية والانصياع لتوصيات الامبريالية ومؤسساتها المالية والسهر على تغلغل التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا...

وحتى الأمس القريب، تم الإعلان عن إضرابين عامين بطعم المزايدة والتضليل. والآن معركة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس متواصلة في ظل شروط قاسية، وكذلك معركة عمال موبيليس بوجدة ومعارك العمال الزراعيين بشتوكة أيت باها والعديد من الاعتصامات والإضرابات. وهناك معارك وأخرى بهذه المنطقة وتلك، وهناك الاعتقالات التي "تعزز" صفوف المعتقلين السياسيين بمختلف سجون الذل والعار...

ونحن دائما في تيه لا ينتهي، تيه بدون أفق. ندعو لجمع ما لا يُجمع ونصفِّق لأنفسنا ولبعضنا البعض، نموذج المؤتمر 13 للاتحاد المغربي للشغل، وقبله تسويق "نجاح" مزعوم لما سُمي "إضراب عام". وحتى التضامن صار مشروطا بالولاء "للقبيلة"!!

نردد الشعارات، ولا نمارس أبسطها. لا نلتزم بخلاصات ولا نفي بوعود. وبالمقابل نُخْلص لحماسنا الزائف وتسابقنا على الصفوف الأمامية بالساحات المحروسة والمكشوفة.

نعم، عواصف الصراع الطبقي لا تهدأ أبدا؛ لكن نحن هادئون بشكل غير مقبول، بل بشكل مُذِل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.