صفحتنا على الفيسبوك

الاثنين، 7 أبريل 2025

 


الدرس رقم 03 من معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس...

 

إجرام النظام القائم لا ينتهي، ومن بين الأساليب التي يعتمدها باستمرار الانفراد بالمناضلين وبالمعارك النضالية. والأمر الخطير لا يكمن فقط في جريمة الانفراد، بل في الصمت الذي يزكّي هذا الانفراد. إننا نعلم أن كلما كان المناضل "مزعجا" كلما اشتد عليه الحصار والتواطؤ، وحتى من طرف الجهات التي من المفروض حسب شعاراتها أن تعمل على فك الحصار ورفع العزلة؛ وما ينطبق على المناضل يطال المعارك النضالية أيضا. والمثال الصارخ بهذا الصدد هو ما تتعرض له معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس من حصار أمام انفراد النظام بها وتمطيط معاناة العاملات والعمال وأُسرهم كذلك. لا حاجة طبعا الى شكر المتضامنين والمتضامنات من مختلف المواقع، لأن ذلك من صميم الواجب النضالي؛ لكن المطلوب كما أشرنا الى ذلك كدرس رقم 02 من المعركة هو انخراط أوسع القطاعات العمالية في دعمها من منطلق "الواقع الواحد والمصير الواحد". وما نعتبره الدرس رقم 03 هو أهمية استحضار هذا الصمت الرهيب للنقابات والأحزاب السياسية وحتى أشباه المناضلين. ومن بين نقط قوة معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس هو عدم الرهان على القيادات النقابية البيروقراطية أو القوى السياسية المتخاذلة. إنه درس حاضر باستمرار، ويفرض على المناضلين والمناضلات التركيز على إمكانياتهم الذاتية المتجددة لإنجاح معاركهم والمساهمة في إنجاح المعارك العمالية وكافة معارك بنات وأبناء شعبنا...

وأهمية هذا الدرس لا تنبع فقط من استحضار "الفراغ" النقابي والسياسي، بل من العمل النضالي المتواصل على تجاوزه. لأن عدم تغذية الذات المناضلة، نقدا ونقدا ذاتيا وتقييما ومحاسبة، قد يؤدي الى انهيارها تحت ضغط الواقع الصعب وروتينيّته وتحت الضربات الموجعة للنظام وأزلامه...

كيف، أو ما هي سُبل التجاوز؟

الأسئلة التي يمكن أن تُطرح كثيرة، والإجابة عنها تكون أعمق إذا تكاثفت جهود المناضلات والمناضلين وانتظمت عبر مختلف صيغ وآليات التواصل والتنظيم (ورشات ولقاءات وندوات ومقالات...). ومن بين سبل التجاوز بالإضافة الى دلالات الدرسين رقم 01 ورقم 02، أي التنظيم السياسي الثوري ومشاركة/إشراك مختلف القطاعات العمالية، انخراط المناضلات والمناضلين في صفوف النقابات والتواصل مع القواعد النقابية بهدف تأطيرها وتنظيمها، وليس استجداء مواقع المسؤولية (الكراسي الوتيرة والريع) في هياكل هذه النقابة أو تلك، سواء كانت مركزية أو قطاعية. ومن بين المهام الملقاة على عاتق المناضلات والمناضلين في صفوف النقابات، نذكر واجب الفضح المستمر لاصطفاف القيادات البيروقراطية الى جانب النظام القائم وتزكيتها لمخططاته الطبقية القاتلة وتجنُّدها لتحييد (من الحياد) الشغيلة عن واجب الدعم والتضامن فيما بينها؛ قد لا يستطيعون الآن التأثير في موازين القوى أو تغييرها أو تصحيح الاختلالات القائمة، لكن واجب الفضح بهذه الطريقة أو تلك لا يسقط عنهم. وكما يهمّ الأمر المناضلات والمناضلين في صفوف النقابات يهمّ أيضا رفيقاتهم ورفاقهم خارجها. وتجدر الإشارة هنا الى أهمية الإعلام، وخاصة عبر آليات "القُرب" من المعنيين أكثر، أي العمال والفلاحين الفقراء، لإنجاز هذه المهام النضالية المُلحّة والآنية...

باختصار:

-         الدرس رقم 01: الحاجة المُلحّة الى التنظيم السياسي الثوري؛

-         الدرس رقم 02: أهمية انخراط أوسع القطاعات العمالية في الدعم والتضامن؛

-         الدرس رقم 03: أهمية استحضار الصمت الرهيب للنقابات والأحزاب السياسية وليس فقط إجرام النظام، والعمل على تجاوزه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.