سوء استعمال شعار الثورة...
أمام عمق أزمة النظام القائم ومحاولته تأبيد علاقات الإنتاج القائمة لجأ الى تجديد كل أساليبه القمعية تجاه كل الأصوات التي تتعالى هنا وهناك، فمن تشريد العمال والإمعان في إفقار الشعب المغربي تلوح في الأفق أشكال المقاومة الشعبية رغم ضعفها وشتاتها. لذا تطرح مهام الثورة أمام كل المناضلين الثوريين المبدئيين، ويفرض السؤال التالي نفسه بحدة:
ما هي الثورة؟
في كتابه "خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية" يجيب الرفيق لينين:
"وبالفعل، ماهي الثورة من وجهة النظر الماركسية؟ إنها هدم بالعنف لبناء فوقي سياسي قديم ولى عهده، وأدى تناقضه مع علاقات الإنتاج الجديدة في لحظة معينة الى إفلاسه. إن التناقض القائم قد أسفر اليوم عن إفلاس أشد، خصوصا وأن هذا التناقض قد استمر زمنا أطول بصورة مصطنعة.
إن البناء الفوقي يتصدع من كل الجهات، ولا يصمد للضغط، ويضعف. وعلى الشعب نفسه، بشخص ممثلي مختلف الطبقات والفئات، أن يبني بناء فوقيا جديدا. وفي لحظة معينة من التطور، يتكشف عدم صلاح البناء الفوقي القديم أمام الجميع بكل وضوح، ويعترف أن تحديد الطبقات التي ينبغي لها، على وجه الدقة، أن تبني البناء الفوقي الجديد وكيف ينبغي لها أن تبنيه بالضبط.
ودون هذا التحديد يكون شعار الثورة في هذه اللحظة فارغا لا معنى له، ودون هذا التحديد لا مجال حتى للقول بأهداف ديمقراطية طليعية للطبقة الطليعية، وهذا التحديد ينحصر في شعار ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الديمقراطية، فإن هذا الشعار يحدد في آن واحد الطبقات التي يمكن ويجب أن يعتمد عليها "البناة" الجدد للبناء الفوقي الجديد وطابعه (الديكتاتورية "الديمقراطية") خلافا للديكتاتورية الاشتراكية وطريقة بنائه، وكل من لايقبل اليوم شعار الديكتاتورية الديمقراطية الثورية، هذا شعار الجيش الثوري والحكومة الثورية واللجان الفلاحية الثورية، إما أنه لا يفهم إطلاقا مهمات، وهو عاجز عن تحديد المهمات الجديدة، المهمات العليا التي تمليها الساعة، وإما أنه يخدع الشعب ويخون الثورة ويسيء استعمال شعار الثورة"..
لينين المجلد 11 صفحة 538-539
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق