صفحتنا على الفيسبوك

الخميس، 29 مايو 2025

الرئيسية الشهيد عبد الله موناصير عنوان تجربةٍ نضاليةٍ في حاجة إلى التقييم والدراسة...

الشهيد عبد الله موناصير عنوان تجربةٍ نضاليةٍ في حاجة إلى التقييم والدراسة...

 


الشهيد عبد الله موناصير عنوان تجربةٍ نضاليةٍ في حاجة إلى التقييم والدراسة...

(الذكرى 28 لاغتياله الجبان...)

عاش الشهيد عبد الله موناصير (مواليد 1959) زخماً نضاليا متميِّزاً منذ سنواته الأولى بحي أنزا بمدينة اكادير، إلى جانب عمال البحر (البحّارة) وعمال وعاملات التصبير. لقد انغرس وسط البحّارة ومن أجلهم وساهم في توحيد صفوفهم ونضالاتهم، كما قدم تضحيات جسيمة في خدمة قضيتهم/قضيته؛ وقاد الى جانب رفاقه البحارة العديد من المعارك النضالية تصدِّيا لمافيات البحر (الصيد الساحلي وبأعالي البحار) ومصّاصي دماء البحارة وعرقهم، وضمنهم البيروقراطية المتواطئة والمستفيدة في صفوف النقابات (الكنفدرالية والاتحاد المغربي للشغل و...). وطبيعي والحال هذه أن يعاني التضييق والاستفزاز من طرف زبانية النظام القائم التي لم يهدأ لها بال حتى تنفيذ أطوار جريمة اغتياله (اختُطف بتاريخ 27 ماي 1997، وتم العثور على جثمانه بميناء اكادير يوم 31 ماي 1997، وشُيِّعت جنازته يوم 19 أكتوبر 1997)، ودون أثر للجناة المنفِّذين للجريمة النكراء أو اتهام لعرابيهم...

والآن، في أجواء الذكرى 28 لاغتياله التي تمُر "مرّ الكرام"، أي في صمت مٌخجِل، ماذا عن مصير قضية موناصير؟

أين الحقيقة؟ وأين "عدم الإفلات من العقاب" بالنسبة للمتورطين في جريمة الاغتيال الغادر؟ وهذه الأسئلة تهُمّ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، باعتبار الشهيد موناصير كان عضواً من بين أعضائها. أما النقابات، فلن تتردّد قياداتها في اغتياله لمرات ومرات...

 إن الصمت يفتح المجال للمزيد من الجرائم، أي التكرار في انسجام تام وطبيعة النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي؛ ولسنا بعيدين عن جريمة أخرى لا تقِلُّ بشاعةً، ونعني جريمة قتل المواطن الشهيد ياسين شبلي بمخافر القوى القمعية بمدينة بنجرير، وحماية قاتليه رغم الدلائل القاطعة (تسجيلات كاميرات المخافر "المُنقّحة" التي اطّلع عليها المحامون والعائلة)...

مرة أخرى، أين الحقيقة بخصوص قضايا سياسية عمّرت طويلا، ومن بينها قضية الشهيد المهدي بنبركة (29 أكتوبر 1965) وقضية الشهيد عبد اللطيف زروال (14 نونبر 1974) وقضية الشهيد المعطي بوملي (01 نونبر 1991) وقضايا شهداء الانتفاضات الشعبية...؟

ودائما في أجواء الذكرى 28 لاغتيال الرفيق المناضل عبد الله موناصير، يمكن طرح أسئلة أخرى "مستفِزّة" بالنسبة للمناضلين الثوريين حقّا، لكنها أسئلة نابعة من قلوب ثورية حقّا:

أين البحارة اليوم؟

أين عمال المناجم وعمال آخرين؟

أين الفلاحين الفقراء؟

أين الجماهير الشعبية الكادحة؟

أين النضال الطبقي؟

أين التضحية؟

إن الجواب الحقيقي، أي الجواب الصادق والجريء، واضح:

البحارة بمواقعهم وكذلك عمال المناجم وباقي العمال والفلاحين الفقراء، وكذلك الجماهير الشعبية الكادحة...

النضال الطبقي قائم من خلال المعارك النضالية المنتشرة طولا وعرضا ببلادنا...

التضحيات مستمرة، ولا أدل على ذلك من أعداد الشهداء والمعتقلين السياسيين...

الصراع الطبقي محتدِم ويعرف فترات قوة ولحظات ضعف، أمام إجرام النظام القائم المدجّج بكافة أسلحة التشويش والتضليل والقمع وكذلك أساليب "الترغيب والترهيب"...

وطبعا، الخيانة قائمة وكذلك التخاذل والخنوع والانبطاح...

ربما، السؤال الغائب: أين المثقف الثوري الى جانب العامل والفلاح الفقير، المثقف/المناضل الماركسي اللينيني؟ وهو سؤال يحيل مباشرة على سؤال: أين التنظيم الثوري الماركسي اللينيني؟

إنها أسئلة وأخرى لا تنتهي...

وكثيرا أيضا ما يُطرح السؤال: لماذا لا نتقدّم؟

وبغضِّ النظر عن الخلفية السياسية والحسابات السياسوية التي تحكُم الجهة أو الجهات التي تطرحه، يبقى سؤالا وجيها. ولاشك، أن أسئلة أخرى كثيرة تبقى بدورها وجيهة، بل جوهرية؛ وعلى رأسها سؤال "ما العمل؟"...

وطبعا، هناك أجوبة ومقاربات عديدة تخُصّ الأسئلة المطروحة، ومن بينها سؤال: "لماذا لا نتقدم"؟

ويهمُّنا من خلال هذا العمل المقتضب وضع الأصبع على واحدٍ من الاختلالات التي تعيق تقدمنا، وبشكل كبير؛ ويتعلق الأمر بعدم تقييم التجارب النضالية واستخلاص الدروس منها، ليس فقط من طرف المناضلين كأفراد، بل من طرف التنظيم الثوري (وهنا بيت القصيد)...

ومن بين التجارب النضالية المعنية بالدراسة والتقييم نذكر الانتفاضات الشعبية، وعلى الأقل منذ انتفاضة الريف سنتي 1958 و1959. والى جانب الانتفاضات الشعبية هناك تجارب نضالية ذات أثر وتأثير كبيرين، ومن بينها تجربة عمال المناجم وعمال البحر (البحارة). وتناول هذه التجربة الأخيرة، أي تجربة البحارة، يرتبط أشد الارتباط بقضية الشهيد عبد الله موناصير بأكادير وبمواقع أخرى، منها العرائش والحسيمة...

والى حين، وبوعي طبقي جذري ومسؤولية والتزام نضاليين، نسجل:

-  انخراطنا في كافة معارك الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة؛

-  دعمنا وتضامننا مع معارك بنات وأبناء شعبنا بمعنى انخراطنا فيها، ومنها الآن الاعتصام المفتوح لعائلة الشهيد ياسين شبلي أمام المحكمة الابتدائية بمدينة بنجرير والاعتصام والإضراب المفتوحين للمعطلين بقرية بامحمد (تاونات) أمام مقر الجماعة والاعتصام المفتوح لعملات وعمال سيكوم أمام فندق الريف بمكناس...؛

-   إدانتنا لجرائم النظام القائم، ومن بينها جريمة اغتيال الشهيد عبد الله موناصير؛

-  تشبثنا بإجلاء الحقيقة بشأن الجرائم المقترفة في حق بنات وأبناء شعبنا، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية ولا تخضع للتقادم...

المجد والخلود للشهيد عبد الله موناصير ولكافة شهداء شعبنا المكافح؛

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين؛

النصر لمعارك بنات وأبناء شعبنا بمختلف مواقعهم؛

النصر لقضية شعبنا، وفي مقدمته الطبقة العاملة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.