صفحتنا على الفيسبوك

الاثنين، 9 يونيو 2025

الرئيسية الذاكرة السياسية بوصلة المناضل الثوري...

الذاكرة السياسية بوصلة المناضل الثوري...

 


الذاكرة السياسية بوصلة المناضل الثوري...


الحياة السياسية لا تتوقف، ثم تستمر. الحياة السياسية قطار بدون وقوف أو توقف، وكذلك الحياة عموما. الركاب فقط يسقطون ليلتحق ٱخرون. وكم سقط من حقير وركب ٱخر. والخطير أن يسقط الساقطون وأن يلتحق الملتحقون دون كشف وفضح حقارتهم، وذلك بشتى المبررات الواهية والذرائع الخادعة؛  ومن بينها "اذكروا أمواتكم بخير" و"عفا الله عما سلف". وبذلك يسيدون جريمة "اللاعقاب" أو باللغة الحقوقية الناعمة "الإفلات من العقاب". ولا يخفى أن طمس الحقيقة بشأن العديد من القضايا قد فسح المجال للمسخ السياسي لأن "يسود ويحكم"، وساهم في عزل الفعل النضالي الجاد والمكافح ومحاصرته، وذلك ما أثر بشكل كبير على مجرى الصراع الطبقي ببلادنا، حيث تفاقم تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في صفوف الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة؛ وبالتالي تزايد ثروات البورجوازية الكبيرة وامتيازاتها، وخاصة طبقتي الكمبرادور والملاكين العقاريين، القاعدة الطبقية الأساسية للنظام القائم. وحتى طبقتي البورجوازية الصغيرة والمتوسطة لم تسلما من نير الاستغلال والقهر الطبقيين المدمرين... 

إن النظام القائم يبذل جهده الأول من أجل تدمير الذاكرة السياسية أو على الأقل تشويهها. ولا أدل على ذلك من الترويج المنظم والمنتظم للمغالطات، وحتى في صفوف المنتمين إلى الخندق المناضل. ولعل شراء النخب، بما يعنيه ذلك من ترويض، بل من قتل معنوي للمثقفين، يؤكد حرص النظام القائم على قبر التجارب النضالية "المزعجة" التي تعري جرائمه ودمويته، وعلى رأسها الانتفاضات الشعبية منذ خمسينيات القرن الماضي...

إننا نمجد محمد بن عبد الكريم الخطابي، ولا نعمل على النبش في قضيته ورحيله ودفنه بمصر (من منفاه بالمستعمرة الفرنسية، جزيرة LA REUNION إلى مصر) بدل بلده الذي قدم من أجله الكثير. فهل يكفي التمجيد بواسطة الشعارات؟!! 

إن الممارسة السياسية الحالية القائمة على "الفردانية" (الشيخ والمريد) تفتقد للذاكرة السياسية المناضلة. إننا نعيش في أحسن الأحوال ترديد الشعارات المستهلكة كنوع من أنواع "تأنيب الضمير"...

وحتى لا نتيه في العموميات، ألم يولد بعد مناضلون ثوريون يدرسون ملابسات جريمة "إيكس_لي_بان" ويكشفون نتائجها، ومنها الصفقات التي يؤدي ثمنها شعبنا غاليا حتى الٱن وبعد الٱن؟

إلى متى نسكت عن جرائم حزب الاستقلال أواخر سنة 1955، وبداية سنة 1956، بجل مناطق المغرب؟

ماذا عن تصفية منظمة الهلال الأسود؟!!

ماذا عن "دار بريشة"؟!

ماذا عن جريمة "المكنسة"؟!!

ماذا عن التواطؤات السياسية من طرف حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال والحزب الشيوعي المغربي لتصفية المقاومة المسلحة وجيش التحرير؟!!

فهل بدون الإلمام بهذه الحقائق وفضحها، نستطيع تقديم البديل وإنجاز التغيير الجذري المنشود؟!!

لا ندعو إلى "الانتظارية"، وسبق أن أشرنا إلى أن الحياة السياسية لا تعرف الوقوف أو التوقف؛ إننا ندعو المناضلين الثوريين حقا إلى تحمل مسؤولياتهم، فيما يتعلق بإنجاز المهام النضالية الٱنية والمهام الموازية وكذلك المهام المستقبلية؛ ودائما في إطار العمل المنظم والمنتظم.

ودائما في استمرارية الحياة السياسية، ماذا عن انبطاح حزبي التحرر والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا) والاتحاد الوطني للقوات الشعبية؟!!

وماذا عن طمس المحاكمات السياسية، سواء في بداية الستينيات أو السبعينيات من القرن الماضي؟!!

ماذا عن التصفيات الجسدية "خارج القانون"، شيخ العرب وعبد الحق الرويسي وضحايا الانقلابين العسكريين (تازمامارت...) ومعتقلي قلعة مكونة وثوار منطقة م. بوعزة وفكيك... ؟!!

وماذا عن المحاكمات الصورية والانتقامية، ومن بينها محاكمة مجموعة الشهيد عمر دهكون وإعدام العديد من رفاقه؟! 

هل تكلم المحامون الذين آزرو المجموعة وحضروا إعدامها (عبد الرحمان بنعمرو...)؟!!

ما مصير الحسين المانوزي والعديد من المختطفين ومجهولي المصير...؟!!

وماذا عن تجربة "حركة 03 مارس" سنة 1973؟!!

وماذا عن صفقات المسلسل الديمقراطي والقضية الوطنية؟!!

وماذا عن عمالة القوى الظلامية مع النظام القائم وتعاونها الطبقي؟!!

وماذا عن توظيفها الفج للقضية الفلسطينية والسكوت عن التطبيع المتواصل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا...؟!!

وماذا عن خيانة حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية وتورط رموزهما في جل المؤامرات التي استهدفت بنات وأبناء شعبنا؟!!

وماذا عن مؤامرة "التناوب الديمقراطي؟!!

وماذا، وماذا...؟!!

الأمر يهم الأحزاب والقيادات النقابية والجمعوية، وكذلك العديد من الأسماء التي أضفى عليها النظام قدسيته لحمايتها وحماية نفسه في نفس الٱن...

إن الاشتغال على فضح ماضينا وحاضرنا من شأنه قلب الحياة السياسية رأسا على عقب.

وعلى ذكر الأسماء، فهناك أسماء متورطة في الفساد المالي والأخلاقي من رأسها حتى أخمص قدميها، وحتى الأطراف المحسوبة على "اليسار"، و"اليسار الجذري" أيضا، تحابيها وتتملقها من أجل الدعم المالي المشبوه والريع وكذلك الفتات... 

لا للذاكرة المشوهة أو الميتة، إنها عنوان الهزيمة والتخاذل منذ البداية...

"فإن سكتت متت وإن نطقت متت"'(حكمة حكيم)، سنقولها ولنمت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.