في الذكرى 41 لاستشهاد عبد الحكيم المسكيني...
من يتذكر الشهيد عبد الحكيم المسكيني؟!
هل يمارَس التمييز بين شهيد وشهيد، كما بين معتقل سياسي وآخر؟!
إن من يخدم قضية الشهداء يذكُر ويتذكّر كافة الشهداء. ومن يخدم قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية، يذكُر كذلك ويتذكّر كل المعتقلين السياسيين. إن الذاكرة الجمعية المناضلة لا تعتمد الانتقاء ولا تموت...
وُلد الشهيد عبد الحكيم المسكيني عام 1964 في الحي الشعبي المعروف حاليا بحي المطالب بزاوية الشيخ، دائرة القصيبة موحى وسعيد، إقليم بني ملال، من أمه فاطمة زهيري وأبيه محمد المسكيني.
وكمعظم أطفال المنطقة، عاش الشهيد حياة عسر طبعت جسده النحيف. فلم تبخل أمه الحنون، فاطمة زهيري، حتى بما لا تملك لكي يتابع دراسته، وتعبت واجتهدت وجدفت ضد كل التيارات وضد كل العواصف وضد كل الناس من أجل ابنها، الشهيد عبد الحكيم، من اجل قوتهما ومعيشهما، ولكي يدرس الشهيد متمنية أن ينفلت من مخالب الفقر والاستغلال وهي أدرى كأم وكامرأة بواقع الاستغلال والاضطهاد الذي تعاني منه ولازالت كل امرأة، سواء كانت عاملة أو فلاحة أو حرفية أو حتى بالبيت العائلي.
اعتُقل اثر النضالات التلاميذية بزاوية الشيخ (دائرة القصيبة موحى وسعيد) في أجواء الانتفاضة الشعبية في يناير من سنة 1984 ورُحِّل فيما بعد الى السجن المحلي ببني ملال. صدر في حقه حكمٌ بثمانية (08) أشهر سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها ستمئة (600,00) درهم. استشهد في 19 يوليوز 1984 بسجن بني ملال، في ظل ظروف اعتقال قاسية، وهو في حالة صحية متدهورة...
يُعد الشهيد المسكيني من بين الشهداء المنسيين، حيث يكفي النظر إلى قبره الرث لندرك حجم المأساة التي نتحمل فيها جميعا المسؤولية. إنها مسؤولية جميع المناضلين بدون استثناء، لذا نُلحّ على دور التنظيم السياسي الذي من بين مهامه النضالية متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم وعائلات الشهداء...
ونذكر أن عائلة الشهيد في شخص والدته ووالده لم يتجاوز مبلغ التعويض لفائدتهما من طرف ما سمي سابقا ب"هيئة التحكيم المستقلة" خمسين ألف (50.000,00 ) درهم. فأي معايير تم اعتمادها وأي مساطير؟!! علما أن الشهيد المسكيني لم يكن آخر الشهداء، ففي نفس الصيف لسنة 1984، استشهد بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري؛ وطبعا لم تتوقف قافلة الشهداء...
إن جل مراحل تاريخ المنطقة بقي مجهولا وعرضة للارتزاق والتشويه من طرف النظام القائم والقوى الرجعية والإصلاحية وغيرها. فلا مصلحة لأعداء شعبنا في إبراز واقع وحقيقة تضحياته وبطولاته. لقد طال النسيان مدينة القصيبة ومن خلالها جل مناطق الأطلس المتوسط، بل كل المغرب "غير النافع" وحتى "النافع"، رغما عن العدد الهائل من المناضلين الذين أنجبتهم المنطقة. فلا يخلو وادي، كما لا يخلو جبل أو هضبة أو قرية أو مدينة من أثر نضالات وتضحيات تمتد جذورها إلى عقود من الزمن. عمل النظام القائم بعد أن أجهض معركة التحرر الوطني على سلخ ومسخ تاريخ الأهالي لتسييد ثقافة الهزيمة والاستسلام والتدجين والرضوخ للأمر الواقع، واعتمد في ذلك بالإضافة الى القمع على أدوات إيديولوجية وثقافية واجتماعية منها الزوايا ورجال الدين وأعيان القبائل. إن الإهمال الذي طال الشهيد، يندرج في هذا السياق العام. زد على هذا، أن إقبار قضية الشهيد قد ارتبط أشد الارتباط، بمساره النضالي المتميز وخطه التقدمي والجذري...
إضافة:
- تضمن هذا العمل مقتطفات مهمة من عمل سابق لتيارنا السياسي المناضل البديل الجذري المغربي (CARAM) حول الشهيد عبد الحكيم المسكيني؛
- نجدِّد الشكر للرفيق موحى أوكزيز على العمل الكبير الذي سبق أن قام به حول الشهيد المسكيني بالمنطقة، موفرا بعض الوثائق والصور المفيدة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق