صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 23 يوليو 2025

الرئيسية من النضال من أجل التحرر إلى النضال من أجل الغذاء...!!

من النضال من أجل التحرر إلى النضال من أجل الغذاء...!!


من النضال من أجل التحرر إلى النضال من أجل الغذاء...!!


أولا، كل التضامن مع شعبنا الفلسطيني بكامل التراب الفلسطيني وبغزة بالخصوص، وكل الإدانة لجريمة الحصار والتجويع بغزة التي ينفذها الكيان الصهيوني الغاشم ولكل من يساهم فيها من بعيد أو من قريب...

ثانيا، كان النضال من أجل كامل فلسطين؛ فصار من أجل الضفة الغربية وغزة، لينحسر في الأخير في غزة فقط! إنه تراجع فظيع، لدرجة صار معها أمرا "مقبولا"؛ وإنه شكل من بين أشكال التطبيع مع الواقع المرفوض...

ثالثا، كان النضال الضاري عبر الكفاح المسلح (حرب التحرير الشعبية هي سبيل الحرية...)، من أجل التحرر والانعتاق من قبضة الإمبريالية والصهيونية والرجعية؛ فصار من أجل الغذاء فقط، أي مقاومة الجوع؛ إنه تراجع خطير؛ يقود نحو الخضوع والحلول الاستسلامية...

إن التراجع تلو الآخر يفسح المجال للمزيد من التراجع الانبطاح، حيث التراجع يولد التراجع. والنتيجة المأساوية الآن هي تجويع بنات وأبناء غزة، كما حصل بالعديد من المناطق  من خلال عقود من المذابح بفلسطين ولبنان (دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا...). إن التقتيل الذي يمارس ببشاعة بغزة لن يكون الأخير في ظل موازين القوى الحالية المختلة لفائدة الأنظمة الرجعية، وخاصة بقطر والسعودية والإمارات ومصر والعصابات الظلامية المتصهينة القابضة على عنق الشعب السوري...

ولن نكون في مستوى هذه اللحظة التاريخية إذا سكتنا عن إجرام قيادة فتح في حق الشعب الفلسطيني. فالأرض الفلسطينية ليست فقط الضفة الغربية، كما ليست غزة فقط...

ومسار حركة حماس الآن ليس غير مسار حركة فتح بعد تصفية العديد من أطرها البارزة، وإن اختلفت أساليب وطرق ركوب صهوة السلطة الخادعة، ولو على حساب القضية الفلسطينية...

إن ما يهم حركة حماس الرجعية اليوم هو إقامة سلطتها واعتماد مرجعيتها الظلامية فوق تراب غزة، ولتذهب فلسطين إلى "الجحيم"، وكذلك التحرر الوطني، تماما كما قامت بذلك حركة فتح الرجعية الضليعة في كل المؤامرات التي استهدفت الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة...

إن عدم فهم واستيعاب الرهانات القائمة الآن بالشرق الأوسط ستتقاذفه الأمواح العاتبة للصراع، وسيتيه في تضاريس هذه الجهة الرجعية أو تلك، بفعل الإجرام الصهيوني المباشر والغطاء والدعم اللوجيستيكيين للامبريالية...

وإذا كانت مرحلة التحرر الوطني تستدعي توسيع وعاء التحالفات (استحضار التجربة الصينية)، فيجب أن يكون ذلك من موقع قوة، أي من موقع القيادة وليس الذيلية. وهنا يكمن بعض أخطاء الفصائل الفلسطينية المناضلة، ومن بينها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ونعيش بالمغرب نفس الإشكالية في العلاقة بالقوى الظلامية، وخاصة جماعة العدل والإحسان...

وكمثال على ذلك "التعايش" غير المبرر وغير النضالي في صفوف الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إن على مستوى المرجعية أو الموقف السياسي أو الشعارات المرفوعة المتجاورة...

والخطير هو تزكية القوى السياسية المحسوبة على اليسار للقوى الظلامية  وتبييض سجلها الدموي رغم موقفها المتصهين بالنسبة لسوريا. إن القوى الظلامية لا تناهض التطبيع حقا وبمبدئية، فكيف تقبل به بسوريا وتعانق عرابيه كأمريكا والناتو، وتدعي بمكر رفضه ومناهضته بالمغرب...؟!!

إنها مناورات مفضوحة لاستعراض العضلات وعرض الخدمات، لا تنطلي على المناضلين حقا. ومن بين ما يؤكد ذلك تواطؤها مع النظام القائم. فمن المسيرات "المليونية" بزعم التضامن مع غزة (نموذج مسيرة يوم الأحد 20 يوليوز 2025) إلى صفر (0) مسيرة وصفر (0) شكل احتجاجي بشأن التردي الفظيع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، إلا ما كان من امتطاء معاناة المناطق المنكوبة ومآسيها!!

تم تمرير ما يسمى ب"قانون" الإضراب، واليوم يتم التحضير لتمرير ما يسمى ب"إصلاح أنظمة التقاعد"، وجنود القوى الظلامية نائمة بثكناتها إلى حين "القومة" المزعومة أو "المهدي المنتظر" أو مسيرة "مليونية" جديدة...!!!

فهل معاناة شعبنا بمختلف المناطق ليست معنية بالمسيرات "المليونية" التي يختزل نجاحها في عدد الحضور؟!

إننا نعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، وقد قدم بنات وأبناء شعبنا تضحيات جسيمة من أجل انتصارها (الشهيد محمد كرينة والشهيدة زبيدة خليفة والشهيد عادل الاجراوي والشهيد عبد الرزاق الكاديري...). ومن يدعي خدمة القضية الفلسطينية بعيدا عن خدمة قضية شعبنا، فإنه يمارس الاحتيال والتضليل ويغالط الرأي العام، كما قال الرفيق غسان كنفاني "خير ما ستقدمونه للشعب الفلسطيني هو اسقاط انظمتكم العميلة".

ان التضامن الفعلي مع الشعب الفلسطيني يبدأ من تحررنا من النظام القائم، فإسقاط أي نظام رجعي يعتبر خطوة إضافية من أجل تحرير فلسطين...

ومن بين ما يؤلم هو رفع صور العديد من الشهداء من طرف جبهة "المتناقضات" إلا شهداء شعبنا، شهداء اليسار من أجل القضية الفلسطينية...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.