معاناة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس، إلى متى...؟!!
تستمر مأساة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس وعائلاتهم منذ زمن "غابر", أي منذ انطلاق العمل بالشركة سنة 1975، حيث الاستغلال الفاحش وبدون أبسط الحقوق، وإلى غاية الإغلاق النهائي لسيكومك في 16 نونبر 2021...
ويستمر شموخ العاملات والعمال، مفندا كل الرهانات التي تتوقع الانبطاح والرضوخ في ظل التجاهل والحصار...
لكن، ماذا بعد؟
إنه سؤال مطروح على عاتق المناضلين حقا، ومن مختلف مواقعهم السياسية والنقابية والجمعوية. إن المعركة النضالية المفتوحة لا تعني النقابات فقط، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل أولا والاتحاد المغربي للشغل ثانيا؛ إنها تعني أيضا الأحزاب السياسية، وخاصة حزب النهج الديمقراطي العمالي وحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي وحزب الاشتراكي الموحد، وأيضا الجمعية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. الأحزاب السياسية المذكورة معنية لأنها ترفع شعارات تسجل من خلالها خدمة قضايا العمال، وكذلك الجمعية معنية لأنها تشتغل على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...
ولا نغفل أن المناضلين الثوريين معنيون بدورهم، وأكثر من غيرهم، ومن مختلف مواقعهم؛ بالنظر إلى مواقفهم الجذرية. والموقف الجذري لا يكفي في غياب الممارسة الجذرية، وخاصة إلى جانب العمال والفلاحين الفقراء. نفهم ونتفهم الإكراهات القائمة المرتبطة بالشرطين الذاتي والموصوعي، لكننا لا نعفي أنفسنا من الانخراط الفعلي في معارك بنات وأبناء شعبنا، وفي مقدمتهم العاملات والعمال...
وبدون مزايدات فارغة، نستنكر إلغاء تضحيات شعبنا والتنكر لها، وتنظيم مسيرات "مليونية" مدعية خدمة القضية الفلسطينية...!!!
إن مسيرة واحدة بدون لقب "مليونية" وأشكال نضالية أخرى منتظمة من شأنها إرباك النظام القائم وأزلامه من باطرونا وبيروقراطية وحملهم على الرضوخ وتسوية وضعية العاملات والعمال...
ومن يشيدون بنجاح المسيرات "المليونية" ويفرحون لذلك، هل يستحضرون معاناة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس ومنكوبي الحوز وباقي المناطق المنسية؟!!
نتألم لألم شعبنا الفلسطيني ولآلام كافة الشعوب المضطهدة، وخاصة أمام تجويع بنات وأبناء غزة؛ لكن كيف لا نتألم لبنات وأبناء شعبنا، وخاصة بمكناس، الأقرب الينا من حبل الوريد؛ علما أن "الجميع" يقر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدالة قضية عاملات وعمال مكناس وبقضية المعتقلين السياسيين وقضية عائلة الشهيد ياسين شبلي وقضية منكوبي زلزال الحوز، واللائحة طويلة...؟!!
إن مصداقيتنا السياسية والأخلاقية تكمن في أنسجامنا، موقفا وممارسة. وإن التعاطي العاطفي الزائد مع القضية الفلسطينية يقتلها وكذلك دموع التماسيح...
لا نبخس جهود المناضلين بالميدان ومبادراتهم أو تضحياتهم إلى جانب العاملات والعمال بمكناس وبمختلف مناطق المغرب، لكننا لن نسكت عن تواطؤ القيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية والقوى السياسية المتخاذلة، مع الباطرونا المحمية من طرف النظام القائم...
ونسجل ما يلي:
- دعمنا وتضامننا المطلقين مع العاملات والعمال؛
- مناشدتنا كافة الرفاق والمناضلين ومن مختلف مواقعهم فضح المؤامرة التي تستهدف المعركة البطولية (الاعتصام المفتوح...) للعاملات والعمال؛
- دعوتنا للجميع لبلورة أشكال نضالية منتظمة ومستمرة داعمة لمعركة العاملات والعمال، وبدون إنشاء أو فذلكة لغوية أو حسابات سياسوية بعيدة عن قاموس العاملات والعمال، بدء بالوقفات والاعتصامات والى القوافل والمسيرات بمكناس أو بالرباط...؛
- أهمية التعريف بالمعركة وطنيا ودوليا، وتغذية إشعاعها وفضح شعارات النظام الخادعة والإجرام الذي تعانيه العاملات والعاملات وعائلاتهم على أرض الواقع...
النصر لمعركة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس ولكافة المعارك العمالية...
النصر لقضية شعبينا الفلسطيني والمغربي وكافة الشعوب المضطهدة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق