صفحتنا على الفيسبوك

الاثنين، 28 يوليو 2025

الرئيسية فكّ الارتباط بالقوى الظلامية...

فكّ الارتباط بالقوى الظلامية...


 فكّ الارتباط بالقوى الظلامية...


إن من بين ما جعل ويجعل بعض القوى السياسية يلتصق بالقوى الظلامية رغم الاقتناع بعمالتها للنظام القائم وتورطها في جرائم اغتيال رفاقنا هو أعداد هذه الأخيرة "المُبْهرة" التي تُجنِّدها خاصة إبان المسيرات "التضامنية" مع فلسطين. ومصدر القلق يكمن في العجز عن الحضور بالشارع العام بنفس القوة بدون جيوش القوى الظلامية التي تُؤثِّث المشهد وتخلق الحدث المُعدّ للتداول و"التباهي" عبر وسائط التواصل الاجتماعي!!


بالفعل، بدون القوى الظلامية سيكون أيُّ حضور بالشارع العام هزيلا. والقوى السياسية المحسوبة على اليسار غير قادرة على تعبئة أوسع الجماهير الشعبية وحتى أعضائها وضمان التزامهم بالحضور إبان الأشكال الاحتجاجية، سواء وقفات أو مسيرات أو اعتصامات. وبدل الاشتغال على حل هذه المعضلة/المفارقة، يتم اللجوء إلى الحلول السهلة، ومن بينها الاختباء في صفوف القوى الظلامية، أي إخفاء العجز/الضعف وتكريسه عبر "تجاهله"، بل التعايش معه. ويتم غضّ الطرف عن خطورة "تزكيتنا" لها وعلى حساب ذاتنا التي تتآكل في صمت وضدا على مصلحة شعبنا وقضيتنا...


لسنا هنا بصدد جلد هذه القوى، لأن المعضلة تضعنا جميعا في نفس السلة. وما يهمنا هو ركوب التحدي رغم كل الصعوبات القائمة. لنقف بالشارع العام من أجل خدمة القضايا العادلة مهما يكن عددنا، ولنعمل على تطوير ممارستنا وعلاقاتنا لنكون في مستوى طموحاتنا وشعاراتنا...


وإذا لم نتقدم في هذا المسعى، فيعني أن هناك خللا أو اختلالات لم نضع الأصبع عليها بعد. وبدل فقدان الثقة في ذاتنا وفي مشاريعنا أو في بنات وأبناء شعبنا، لنواصل رفع التحدي وشحذ أدوات اشتغالنا بإعمال التحليل العلمي، التحليل الملموس للواقع الملموس والتسلح بالنظرية العلمية، فلا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية...


وعلى مستوى آخر، فيمكن القول إننا "نلعب" في ميدان العدو أو الأعداء. فهل تُختزل الأشكال الاحتجاجية في الوقفات والمسيرات؟! إنها أسلحة القوى الظلامية التي تستعرض عضلاتها من خلالها وتتفوق بواسطتها على خصومها وأعدائها. إن القوى الظلامية "تَتْبورْد عْلينا" وتفرض علينا شعاراتها وطقوسها الغارقة في الرجعية؛ علما أننا نساهم في توفير كل شروط نجاح "حفلاتها'، لقد صرنا "تْريتور" بامتياز؛ أو للدقة "أضْيع من الأيتام في مأدُبة اللئام"...


إن لكُلّ مرحلة تاريخية أشكالها النضالية، وبدون شك هناك العديد من الصيغ النضالية التي نستطيع من خلالها تسجيل حضورنا البارز وتنزيل برامجنا. ومطلوب أكثر إبداع المزيد من فرص الارتباط بالجماهير الشعبية المضطهدة، وفي المقدمة الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء...، لنعطي لخطابنا السياسي صُدقيته ومصداقيته. فلا معنى للحديث عن الصراع الطبقي والطبقة العاملة ونحن غائبون أو غارقون في أوحال الهامش وفي دروب الصراعات الهامشية...


إن جُلّنا ينحدر من طبقة البورجوازية الصغيرة، وليس هيِّنا بالنسبة لجميعنا أن يتخلص من أمراض وسلبيات هذه الطبقة (الانتهازية والوصولية والتذبذب والذاتية...). والواجب الذي يُطرح هنا على عاتق المناضلين الثوريين هو التجذر في صفوف العمال، الطبقة الثورية حتى النهاية؛ ودون إغفال التسميم الذي طال العديد من العمال وجعلهم بعيدين عن مهامهم النضالية المرتبطة بموقعهم في الإنتاج، أي موقعهم الطبقي. وهو ما تقوم به القوى السياسية المتخاذلة والبيروقراطية النقابية خدمة للنظام القائم وقاعدته الطبقية، أي البورجوازية الكبيرة...


والخلاصة الأولى، هي أن مَن يقرن فعله بالقوى الظلامية ويصرّ على ذلك رغم كل "الشُّبهات" التي تفضح هذه الأخيرة وتكشف حقيقتها وزيف ادعاءاتها، فإنه غيرُ معنيّ بالتغيير، والتغيير الجذري بالدرجة الأولى، إلا شكلا. إنه يرتاح على فراش القوى الظلامية الوثير، ويمارس هوايته بأسلوبه الخاص، خاصة حب الظهور والواجهة. فبالرغم من انكشاف الدور الذي لعبته ولازالت تقوم به القوى الظلامية في خدمة المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي في المنطقة، كيف لمن لازال يحسب نفسه على اليسار  متشبتا بهذا الارتباط، بل ذاهبا في تعميقه. إن  المطلوب من المناضلين الجذريين هو كشف هذا الارتباط ومواجهته كشرط من شروط بناء المشروع البديل...

أما الخلاصة الثانية، فتكمن في إلزامية تجاوز الأشكال الاحتجاجية التقليدية التي باتت مناسبات لامتصاص الغضب وتفريغ "الطاقة السلبية"، وفي استحضار والاستفادة من التجارب النضالية السابقة بالمغرب وخارجه...


والخلاصة الثالثة، فتتمثل في ضرورة الاستمرار في بناء وتحصين الذات المناضلة، وبذل المزيد من الجهود لتكون فاعلة وحاضرة بفعّالية في قلب الصراع الطبقي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.