استفحال التطبيع يفضح شكلية المسيرات "المليونية"...!!!
لا يخفى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني مستمر وبسرعة فائقة. لقد فتح النظام القائم كل الأبواب و'المعابر" (بدل إغلاقها) أمام الاستثمارات الصهيونية بكافة المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية... ولم يحصل أن تراجع الهجوم الصهيوني أو اصطدم بعقبة فعلية في طريقه، وكذلك مختلف أشكال التطبيع...
عيبُنا أننا نفتقد للمعلومة المُحيّنة والإحصائيات الدقيقة، وكذلك تقييم الأشكال الاحتجاجية لمناهضة التطبيع والوقوف على مدى نجاعتها. وإن كلّ همِّ مُدّعي مناهضة التطبيع يُختزل في التجييش العاطفي والتوظيف السياسوي...
لقد نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع المئات من الوقفات والمسيرات "المليونية"، وهو ما تقوم به "صنوتها" الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، خاصة بعد صلاة الجمعة بالنسبة لهذه الأخيرة وبمختلف المدن المغربية...
وبالمقابل، لم نسمع عن أي تقييم أو أي خلاصات!!!
فلم "يُنوِّرنا" أحدٌ بجديد أو مكتسب أو انتصار ملموس... نتابع الأحداث عن قرب أو عن بعد ومباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وننتظر أحداثا مماثلة قريبا؛ حيث نفس الوجوه ونفس الشعارات ونفس الخُطب ونفس التشكيلات السياسية؛ وهكذا دواليك...
وليس غريبا أن تُطرح الأسئلة، مثل لماذا تغييب التقييم؟ وما هو أثر وتأثير الأشكال الاحتجاجية، وخاصة المسيرات المليونية؟...
إنه الضحك على الذُّقون، فكيف لمسيرة "مليونية" واحدة أن تمُرّ مَرّ الكرام؟! وما بالك بمسيرات "مليونية"؟!!
إنه التواطؤ المكشوف المتمثل في المعادلة التالية: "دعونا نمُرّ، وندعكم تمُرون"!! أي دعونا ننظم المسيرات "المليونية" الخادعة والهلامية وبالتالي نصول ونجول بشوارع العاصمة الرباط تحت أعينكم وبحمايتكم وتوجيهاتكم، وندعكم وتطبيعكم "المقدس" غانمين وسالمين. وأكثر من ذلك، ندعكم تُمرِّروا المخططات الطبقية المدمرة بمختلف القطاعات الاجتماعية وتنزلون توصيات المؤسسات المالية الامبريالية، صندوق النقد الدولي والبنك العالمي...
وإذا كانت القوى الظلامية متورطة في مثل هذه السيناريوهات في سراديب الإمبريالية والصهيونية والرجعية (فضيحة سوريا الأخيرة فاضحة)، ماذا عن باقي القوى السياسية والنقابية والجمعوية التي تساهم في تنشيط "أعراس" القوى الظلامية، وتجدُها "فرِحةً بما لديها"؟!!
إنها تتحمل مسؤولية جسيمة، وخاصة القوى السياسية التي تتبنى النقد والنقد الذاتي والتقييم والمحاسبة...، كيف لم يحصل أن استحضرت هذه القوى "أسلحتها اليسارية/الثورية" لتجابه "مسرحيات" القوى الظلامية ودموعها الزائفة، دموع التماسيح...
وكيف تصمت هذه القوى على فضائح التصهين الفظيعة مثل لجنة الصداقة البرلمانية مع الكيان الصهيوني ومكوناتها (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية...)، وكذلك بعض الخرجات المتصهينة لرموز قريبة منها، أو كانت تتفاعل معها، علما أن لائحة المتصهينين طويلة، أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية وأفراد. ولا يمكن أن نغفل غياب موقف صريح من تصهيُن منظمات دولية، ومن بينها مؤخرا منظمة العفو الدولية الانجليزية وقبلها منظمة هيومن رايتس ووتش الامريكية...!!!
والخطير في الأمر أن الصورة واضحة ولا غُبار عليها، ولا هيئة سياسية واحدة انتصرت لآلية الفرز والوضوح السياسيين. إن القوى الظلامية حاملة لمشاريع رجعية ومعروفة بعمالتها للرجعية والصهيونية والامبريالية وأياديها ملطخة بدماء الشهداء، نذكر من بينهم الشهيد عمر بنجلون والشهيد المعطي بوملي والشهيد محمد أيت الجيد...؛ لكنها مُمَثلة دائما في الائتلافات (الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان) والجبهات (الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع)، هذه التشكيلات المُكوّنة من قوى محسوبة على اليسار واليسار الجذري، وأيُّ يسار وأيُّ يسار جذري!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق