صفحتنا على الفيسبوك

الأحد، 6 يوليو 2025

الرئيسية العمل النقابي في متاهةٍ بدون أُفق...

العمل النقابي في متاهةٍ بدون أُفق...


 العمل النقابي في متاهةٍ بدون أُفق...



يتأكّد باستمرار أن العمل النقابي في غيّاب دينامية سياسية قوية وتحت قيادة سياسية مناضلة ذات حضورٍ منتظم ومتميِّز في قلب الصراع الطبقي سيبقى سجين مناورات ومؤامرات القيادات البيروقراطية المتواطئة مع النظام القائم. ومهما واصلت الشغيلة تضحياتها، تكون حصيلتها بعض الفتات والوعود العرقوبية...


إن القيادات النقابية البيروقراطية لا تدّخر جهدا لإجهاض العمل النقابي المكافح، وتعمل بالتالي على "تسييد" عملٍ "نقابي" مساوم و"بارد". وبذلك تتحكم في خِناق الشغيلة، سواء العمالية أو التعليمية أو الصحية أو غيرها. وأي محاولة لإنقاذ العمل النقابي الجاد من براثين البيروقراطية المدعومة من طرف النظام والقوى السياسية المتخاذلة ولتكسير الحصار المحكم، تُواجه بالحديد والنار...


ولأن بيت القصيد هو غياب الحزب الثوري، فكم من محاولة "تصحيحية" باءت بالفشل. وأخطر من ذلك، كم من "مناضل" ومن "صنديد" وجدا أنفسهما في آخر المطاف راكعين للبيروقراطية ومستفيدين من الريع وباقي الامتيازات السّخية...


ومن بين مؤشرات التّيه الذي يقتل العمل النقابي ويهدر الجهود النضالية الصادقة غض الطرف، بل وتجاهل المعارك النضالية بمختلف مناطق بلادنا. ولعلّ التضحيات المستمرة لعاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس واحدة من المعارك المُتكالب عليها من طرف جميع النقابات المركزية والقطاعية. وما يخجلنا هو التوظيف الفج لهذه المعركة البطولية من قِبل العديد من الأطراف الانتهازية، واعتمادها بنزينا في محركاتها الصدئة...


إنه مطلوب من المناضلين بلورة أشكال ضغط نضالي، كل من موقعه، وخاصة من المواقع السياسية والنقابية. فكل النقابات القطاعية سواء بالكنفدرالية الديمقراطية للشغل أو الاتحاد المغربي للشغل معنية بدعم ومؤازرة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس...


إننا نتفاجأ من حين الى آخر بالبيانات والبلاغات لهذه النقابة أو تلك، بدل أن نتفاجأ بالأشكال النضالية القوية والمنسجمة التي من شأنها حقا انتزاع المكتسبات وتحقيق المطالب. فهل سننتزع الحقوق ونحقق المطالب وفي صفوفنا نقابات موالية لمكونات الحكومة، ونسوق حالة الجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال؟!! إن هذه الأخيرة لا يمكن أن تساهم حقيقة في أي معركة نضالية حقيقية للشغيلة التعليمية، وقد تعمل على عرقلتها أو إجهاضها. لأن قيادتها البيروقراطية مُطيعة ومجنّدة لغير خدمة القضايا العادلة. وتبقى صيغة/شعار "الوحدة النقابية سبيلنا للكرامة..." مجرد تمويه وتضليل وتجييشٍ للعواطف، خاصة إذا علمنا أن كل القيادات النقابية تأتمر بأوامر هذه الجهة أو تلك...


ومن خلال قراءة بسيطة في البيان المشترك للنقابات التعليمية الخمس "الأكثر تمثيلية" بتاريخ 03 يوليوز 2025 (توجد نسخةٌ منه رفقته)، يتّضح أننا في مأزق نقابي حقيقي. ويُطرح السؤال:


أين أثر وتأثير معارك الشغيلة التعليمية، أي "الحراك التعليمي" في السنوات الأخيرة، حتى نعود الى الصفر أو الى البدايات المتعثرة؟!!


بدون شك، جرتْ مياه عديدة تحت الجسر؛ وتضخّمت الفئوية وتغذّت على أنقاض الصراعات الهامشية التي لا تخدم الشغيلة التعليمة أو قضية شعبنا عموما...


وللمَرّة الألف، كفى من وضع العربة أمام الحصان وعن سبق الإصرار...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.