الاتحاد المغربي للشغل: 70 سنة من الاقتيات على حساب الطبقة العاملة...!
تأسس الاتحاد المغربي للشغل (UMT) في 20 مارس 1955. وحتى الآن، أي الذكرى 70 لتأسيسه، تناوب على قيادته أمينان عامان فقط، الميلودي موخاريق الذي تتواصل خوارقه والمحجوب بن الصديق (1955-2010) بعد أن غدر هذا الأخير ب"رفيقه" الطيب بن بوعزة. ولو لم ينُب الموت عن "المناضلين" لمَ رأيته ملتصقا بكرسي الأمانة العامة التصاقا، وكأن المركزية النقابية فارغةٌ من الأطر ذكورا وإناثا (55 سنة بالتمام والكمال وبدون خجل). إنها حقيقة يصعُب تصديقها، وربما لم تحدُث إلا بالمغرب...!
قد نستهجن واقع الديمقراطية داخل الاتحاد المغربي للشغل، ونستنكر استمرار هذين "السوبرمانين" (SUPERMANS) طيلة هذه المدة (70 سنة!!!)، لكن ماذا عن صمت "المحكومين" وتقبُّلهم هذه الوضعية الشاذة؟! لا نُحمل كامل المسؤولية للعمال المنخرطين بهذه المركزية النقابية "المُعمِّرة"، فطبيعي أن تستمر معاناة الطبقة العاملة وتمزقها في غياب حزبها الثوري، الحزب الماركسي اللينيني.
ويُطرح السؤال أيضا عن الجهة المُدعِّمة لهما والساهرة على "نجاحهما" الباهر، وخاصة دواعي ذلك ومراميه. وإذا علمنا أن هذه الجهة ليست غير النظام القائم والباطرونا ندرك جيدا لماذا خنق العمل النقابي وتشويهه وإجهاض المعارك النضالية، وبالتالي توظيف "عصابات" منظمة لتنفيذ الجرائم الطبقية وتكريس التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي باسم "السلم الاجتماعي"...
ويهمُّنا أكثر طرح السؤال: ماذا عن "المحكومين" الذين يدّعون الثورية ولا تخلو خطبة من خطبهم "العصماء" من شعارات مناصرةٍ للطبقة العاملة؟! وهنا، لا يهمنا هؤلاء "المحكومين" في حد ذاتهم، إنه يعنينا نضاليا وبمصداقية نضالية تطوير العلاقات الرفاقية الصادقة على أسس مبدئية متينة قائمة على الوضوح السياسي والإيديولوجي والممارسة المنسجمة والالتزام النضالي، بما يجسد المضمون الثوري لمبادئ النقد والنقد الذاتي والمحاسبة، بعيدا عن المجاملات الخادعة والولاءات المزيفة المحكومة بخلفية "سْكت عليّ، نسكت عليك"، وذلك في أفق المساهمة في بناء الأداة الثورية المفتقدة حتى الآن. فبدونها لن يستقيم العمل النقابي ولن تتحرر الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية المضطهدة. ولن نتوقف عن اغتنام أي مناسبة لنوجه رسائلنا النضالية الى المناضلين الثوريين حقا للمزيد من التضحية والصمود خدمة لقضية شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة...
ونُذكّر من بذاكرته ثقوب أو من لا ذاكرة له، ماذا عن معركة أمانور بطنجة وعن العديد من المعارك الأخرى؟ وماذا عن مصيرها؟ لقد قدّم عمال أمانور تضحيات جسيمة، لكن ماذا استفادت الطبقة العاملة في إطار التراكم المطلوب للتقدم في مسيرتها الكفاحية من أجل الخلاص من الاستغلال والاضطهاد الطبقيين؟
ألم يطرح أحدٌ السؤال: الى متى سنبقى ندور في حلقة مفرغة والجهود تُستنزف؟
إننا نطرح هذه الأسئلة الفاضحة بهدف تصحيح الأوضاع الداخلية لخدمة القواعد النقابية، والعمال منهم بالخصوص. ونقصد بكل وضوح إسقاط القيادات البيروقراطية الجاثمة على أنفاس الشغيلة. وكما يهم الأمر الاتحاد، يهم أيضا الوضعية الداخلية للكنفدرالية الديمقراطية للشغل. ونؤكد أن المطلوب أكثر هو تحطيم الحواجز الوهمية من طرف المناضلين في أكبر صيغة تنظيمية ممكنة بغض النظر عن انتماءاتهم النقابية، ومناصرة معارك العمال وعموم الشغيلة. فلا معنى للاختباء وراء الانتماء النقابي أو غياب الأداة الثورية لركوب شرفة التفرج، فالمناضل غير معفي من مؤازرة ودعم معركة نضالية في قطاع آخر أو في إطار نقابة غير نقابته. فقد تكون فرصة لتجسيد التضامن العمالي وتكسير الأسوار الضخمة التي تضعها البيروقراطية لضرب الوحدة النقابية...
إننا نستنكر التواطؤ والتوافق الحاصلين في صفوف المركزيتين النقابيتين الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، ونحمل قدرا كبيرا من المسؤولية للأحزاب السياسية المهيمنة داخلها والعاملة في صفوفها أيضا، ولا نستثني من يختبئ وراء "الاستقلالية" أو نستثني أنفسنا. ومعلوم أن أي "مستقل" بالمفرد أو مُدّعٍ للاستقلالية لن يستطيع أن يضمن كرسيه في قيادة مركزية نقابية بيروقراطية أو حتى قطاعية إلا إذا كان مطيعا ومخلصا للبيروقراطية وبعيدا عن الهموم الحقيقية للطبقة العاملة، لأن التمثيلية بالأجهزة التنفيذية تخضع للتّعيين بعد الكولسة/"الكاستينغ" (CASTING) طبعا، وبعد تقديم حصيلة ولاء وخضوع مُقْنعة لفترة ليست بالقصيرة. ومن البديهي أن النظام والبيروقراطية وجهان لعملة واحدة؛ ومن عانق البيروقراطية، فإنه يعانق النظام...!
والى جانب واقع الديمقراطية الداخلية المثير للشفقة، ماذا عن الشفافية المالية؟!
كيف للمناضل أن يسكت عن الفضائح المالية على حساب الطبقة العاملة وعرقها وعن الطعن في هذه الأخيرة مقابل كرسي مُهترئ في الهياكل "الميِّتة" للنقابة؟!
كيف يخرس المناضل والطبقة العاملة تُباع في المزادات العلنية والسرية وتشرد بالشوارع؟!
إنها مؤشرات تضعنا أمام حقيقتنا المؤلمة وتفرض المزيد من النضال والمزيد من التضحية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق