صفحتنا على الفيسبوك

الاثنين، 17 مارس 2025

 


شريعة الهزيمة قبل الأوان...!

 

ما أخطر أن تنهزم قبل أن تخوض المعركة، ففي هذه الحال قد لا تنتصر مستقبلا. إنها شريعة النظام القائم، يريدنا أن ننهزم قبل الأوان. وكم من معركة انتصر فيها دون أن يخوضها.

إنها في "الأصل" شريعة هولاكو خان (قائد/حاكم مغولي، 1217-1265)؛ كان هولاكو كُلما هزم جماعةً أو قريةً وأباد ساكنتها احتفظ ببعض السكان الذين شاهدوا وحشيته وجرائمه الفظيعة ويُسرِّحهم بعد أن "يرسم" على أجسادهم أبشع صور التعذيب لينقلوها كأمثلة حية الى القرى والجماعات على طريقه. وبذلك ترحل/تفرّ خوفاً من بطشه قبل حتى أن تواجهه، فيواصل تقدمه بانتشاء وبأقل الخسارات...

إنها حالنا اليوم وبكثير من "الاجتهاد". إن النظام بأساليبه القمعية والترهيبية (العصا والجزرة) وفّر على نفسه الكثير من الجهد، فلم يعُد في حاجة في كثير من الأحيان الى تلطيخ يده في الجرائم المقترفة. لقد صنع جيشا "مغوليا" (مُتغوِّلا) ينفِّذ التعليمات وينجز المهام القذرة بكل عناية. فكما شركات المناولة، صرنا أمام جيوش المناولة؛ وليست هذه الأخيرة غير الأحزاب السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية المتواطئة المستفيدة من الريع وامتيازات بدون حدود؛ ومن بينها "ضباع" باعت نفسها بالفتات أو من أجل الحفاظ على وضعية اعتبارية مُريحة تضمن توهُّج "كارزميتها" المخصيّة...

إن الهيمنة على الساحة السياسية من طرف القوى الرجعية المدعومة من طرف النظام أعدمت الكثير من فرص الاحتجاج النضالي القوي وسيّدت أشكال احتجاج باردة متحكّم فيها وقابلة للتّطويع. وبذلك تم تمرير العديد من المخططات الطبقية الكارثية المملاة من طرف المؤسسات الامبريالية، ومن بينها القانون المكبِّل للإضراب. فهذا الأخير صار الآن أمرا واقعا، ويريدوننا أن نخضع له راكعين مستسلمين؛ وهي نفس الحال مع الارتفاع المهول للأسعار والتشريد (هدم المباني بالرباط...) ومع جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يتوسع بسرعة الضوء...

يريدون أن ننهزم في معركة التغيير الجذري، معركة التحرر والانعتاق، قبل أن نُهزم!

لقد صارت الساحة السياسية ملهاة كبيرة تحت تصرف كائنات بهلوانية وظيفتها امتطاء المعاناة والمآسي، ومن بينها معاناة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وكذلك التمييع وخلط الأوراق (أكل بقايا كل الموائد) ومحاصرة الفعل النضالي المبدئي والجاد، إعلاميا وميدانيا. وقد نجحت في مسرحياتها الى حدود بعيدة في ظل شتات المناضلين الثوريين و"الغرق" في الهامش المتحرك (MARGE MOUVANTE) بدلالة الرمال المتحركة (SABLES MOUVANTS)...

تخوض "المعارك"، وهي ليست بمعارك؛ إنها مناورات لعزل وإجهاض المعارك الحقيقية التي تخوضها الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتها الطبقة العاملة؛ وكمثال صارخ ما تتعرض له المعركة البطولية لعاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس من حصار وتهميش. إنها أم المعارك اليوم وعنوان كل المعارك الأخرى، والصدق النضالي يفرض تجند الكل من أجل انتصارها وكافة معارك بنات وأبناء شعبنا المكافح (عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين ومشردين...). إنها، أي جنود المناولة، في أحسن الأحوال تمارس المقولة الشهيرة "قلوبنا مع علي، وسيوفنا مع معاوية"...! وقد نقول في واقعنا، إن قلوبها مع النظام القائم وسيوفها معه...!

إن جيوش المناولة وضمنها الجيوش الظلامية المُعطّلة "تُبدع" فصولا للإلهاء وطمس الحقيقة والتشويش وتبارك الخطوات الحربائية والحضور المرتبك بالواجهة والمبادرات المُكرسة للخنوع والهزيمة...

ورغم ذلك، فالجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء لن تنهزم ولن تُهزَم مادامت تقاوم ومادامت المرأة المغربية المناضلة ولاّدة وصامدة...

وإذا نجحت شريعة هولاكو، شريعة الهزيمة قبل الأوان لبعض الوقت، فإنها ستفشل آجلا أو عاجلا...

وإذا استطاعت أن تخدع أشباه المناضلين والتابعين، فإنها عجزت، بل تحطمت أمام صلابة الشهداء وعظمتهم وأمام إرادة ويقظة المناضلين الثوريين...

النصر لقضية شعبنا؛

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.