فلسطين: يوم الأرض، أرض الكفاح، أرض الحياة...
ونحن نعيش أجواء الذكرى 49 ليوم الأرض الفلسطيني (30 مارس 1976)، ما فتئت معاناة شعبنا الفلسطيني تتفاقم في ظل صمت مُخز وتواطؤ مفضوح مع الكيان الصهيوني من طرف كافة الآليات المسماة "أممية"، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة، دمية الامبريالية التي "يُشرعَن" بواسطتها الإجرام المسلط على رقاب الشعوب المضطهدة. إن الإبادة اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتدمير المتواصل للأرض الفلسطينية يكشفان الحقيقة البشعة للرجعية والصهيونية والامبريالية، حامية الكيان الصهيوني، ويعرّي في نفس الآن مشاريعها بالمنطقة (فلسطين ولبنان وسوريا)، ومنها "الشرق الأوسط الجديد". ومما يزيد من مأساوية معاناة شعبنا الفلسطيني إجرام الأنظمة الرجعية بالمنطقة، خاصة الأنظمة المسماة عربية والنظام التركي العميل، حيث لم تقتصر على التواطؤ في صيغة الصمت، بل وصل تورّطها حد تمويل الكيان الصهيوني وإمداده بالوسائل اللوجيستيكية الداعمة لتوسعه و"عربدته" الهمجية. وهنا تكمن مصداقية وملحاحية الشعار الحكيم "إسقاط نظام رجعي أكبر خدمة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".
ورغم القتل اليومي الذي يتعرض له أطفال فلسطين ونساء ورجال فلسطين، فشعبنا الفلسطيني يقاوم ويبدع أشكال الصمود والتحدي، أشكال الحياة ضدا على صناعة الموت والخراب الصهيونية. ومنذ 30 آذار 1976، يوم الأرض والكفاح والحياة، يوم الاحتجاج على مصادرة أراضي الفلسطينيين، والوقوف الشامخ ليس فقط بمثلث الجليل والنقب و(...)، بل بكامل فلسطين الصامدة، كتعبير عن تلاحم كامل الشعب الفلسطيني، وهو ما نراه اليوم مفتقدا وغائبا بفعل أيادي الغدر والمؤامرات الدنيئة الرامية الى إجهاض الثورة الفلسطينية المظفرة؛ منذ ذلك الحين، ومن قبل ومن بعد، يواصل الشعب الفلسطيني تضحياته السخية وملاحمه وبطولاته من أجل دحر الكيان الصهيوني ورموز الخيانة وبناء دولته الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني.
وأمام هذه الأوضاع الكارثية المفروضة والممنهجة، نسجل:
- تضامننا المطلق مع شعبنا الفلسطيني وقضيته/قضيتنا الوطنية، ومع كافة الشعوب المضطهدة والمحاصرة، وفي مقدمتها الشعبين اليمني والسوداني؛
- اعتزازنا بالكفاح الشعبي الفلسطيني وتحياتنا العالية للشهداء الفلسطينيين؛
- إدانتنا الصارخة لإجرام الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية بالمنطقة في حق شعوب فلسطين ولبنان وسوريا وتركيا؛
- إدانتنا للمخططات التوسعية ومشاريع التفتيت والتهجير التي تسهر على تنزيلها الامبريالية والصهيونية والرجعية، ومن بينها "مخطط الشرق الأوسط الجديد" الهادف الى التحكم في المنطقة ونهب خيراتها وتوظيف عمقها الاستراتيجي؛
- إدانتنا لإجرام العصابات الظلامية المتصهينة بسوريا، المدعومة من طرف حلف الناتو والنظام الرجعي القائم بتركيا وأنظمة رجعية أخرى، وذلك مقابل اختفاء "الحلفاء" المزعومين، مثل أنظمة روسيا وإيران...؛
- إدانتنا ورفضنا لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛
- إدانتنا للطابور الخامس المتجسد أساسا في السلطة السياسية القائمة بالضفة الغربية وفي بعض القيادات "الفلسطينية" العميلة للكيان الصهيوني والمسترخصة للدم الفلسطيني؛
- استنكارنا للوصاية اللئيمة للجهات المتاجرة بالقضية والدم الفلسطينيين، تحت ذريعة اعتماد "الحلول السلمية"، وهذه الأخيرة، أي الحلول الاستسلامية ليست سوى المزيد من دعم وتقوية نفوذ الكيان الصهيوني وتوسيع رقعته، وبالتالي العمل على تركيع شعوب فلسطين ولبنان وسوريا وكافة شعوب المنطقة (الأردن والعراق وتركيا...)؛
- إدانتنا للإعلام المملوك والممول، ومنه الإعلام المتصهين، الذي يمارس التضليل والتشويه وإخفاء وطمس الحقائق، ويقتات على حساب قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها قضية الشغب الفلسطيني؛
- تأكيدنا على أهمية الوحدة والمصير المشترك للشعوب المضطهدة؛ وبالتالي، فتضامن هذه الشعوب ومآزرة بعضها البعض يعتبران أحد عناصر قوتها في مسار تحررها وانعتاقها من براثن الاستعمار والاحتلال والاستيطان. وتنسيق الكفاح الفلسطيني اللبناني السوري يعد بدوره من بين المهام الثورية الملحة لأي عمل وطني تحرري يتوخى مواجهة والتصدي للامبريالية والصهيونية والرجعية...
ونردد، وسنبقى نردد ونشتغل على "أن إسقاط نظام رجعي أكبر خدمة للقضية الفلسطينية". كما أننا نؤكد، وسنبقى نؤكد على أن الحاجة أكثر الى سواعدنا وليس الى عواطفنا وشعاراتنا و"مزاجيتنا" وأن التواطؤ مع نظام رجعي والسكوت عن جرائمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يستقيم وادعاء التضامن مع الشعب الفلسطيني أو خدمة القضية الفلسطينية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق