صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 2 أبريل 2025

الرئيسية الدرس رقم 01 من معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس...

الدرس رقم 01 من معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس...


الدرس رقم 01 من معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس...

 

لكل معركة نضالية دروسها، وواجب المناضل أن يستنبط هذه الدروس وأن يعمل على الاستفادة منها في ممارسته النضالية، حيث لا يكفي وضع الأصبع على الدروس ووضعها على الرفوف المنسية. وحالنا أسوأ، لأننا في جُلّ الحالات، لا نستنبط الدروس أو نغُضّ عنها الطرف؛ فكيف يا ترى سنمارسها؟!

إننا نتداول الكثير من الأفكار الجميلة، سياسيا وأخلاقيا، مثل النقد والنقد الذاتي والمحاسبة والمتابعة (...)؛ لكننا لا نلتزم بها، وتبقى شعارات للمزايدة والاستهلاك. ومن أهم الأفكار التي لا تخفى على المناضلين فكرة لينين الحكيمة: "لا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية"، لكننا رغم ترديدها في كل حين، نغرق في المزاجية والعفوية، ونبتعد عن النظرية الثورية وعن الممارسة الثورية!

ونستحضر أيضا ونحن نتناول الدرس الأول لمعركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس السؤال القيم لماو تسي تونغ: "من أين تأتي الأفكار السديدة؟" وجوابه: "من الممارسة السديدة"...

كان لابد من هذه المقدمة، لأنه لا معنى للحديث عن الدروس دون تأطيرها والاسترشاد بها نظريا وبالتالي تنزيلها على أرض الواقع. كما أننا لا ندّعي الإحاطة بكل دروس هذه المعركة البطولية، لأن ذلك أكبر من هذا العمل البسيط والمتواضع.

والدرس الذي نعتبره ذا أهمية قصوى هو الحاجة الملحة الى التنظيم السياسي الثوري، فبدونه لن يكون انتظام التضامن والدعم والمتابعة سواء الميدانية أو الإعلامية، وأهم من ذلك يغيب التنسيق في صفوف الطبقة العاملة بمختلف القطاعات كجسد واحد، أي واقع واحد ومصير واحد.

 فرغم الصمود الكبير للعاملات والعمال ووقوفهم البطولي في وجه إجرام النظام والباطرونا وتواطؤ القوى السياسية والقيادات النقابية البيروقراطية، ورغم كل الأشكال النضالية للتضامن والدعم لم نعش بعد لحظة الحسم، خاصة وتربُّص أزلام النظام وخُدّام الباطرونا والبيروقراطية لإجهاض المعركة بكل الأساليب الخسيسة، ومن بينها التجاهل والاستفزاز والمضايقات. طبعا، لابد من النّفَس الطويل ومواصلة التضامن والدعم، لأننا نعتبر استمرار المعركة انتصارا. ولنا ثقة كبيرة في صمود العاملات والعمال وأسرهم حتى انتزاع الانتصار الكبير...

عموما، هناك جهودٌ تُبذَل وتضحيات جسيمة تُقدّم، لكننا نُراوح مكاننا؛ وللدقة نتوارى الى الخلف. نتضامن مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، ونتضامن مع العمال والفلاحين الفقراء ومع المعطلين ومع الطلبة ومع كافة ضحايا القمع السياسي والتشريد الطبقي، وفي أغلب الأحيان كأفراد أو مجموعات عبارة عن جزر متناثرة. ونجد أنفسنا في هذه المحطة أو تلك عاجزين عن مواصلة أداء هذه المهمة النضالية، فيحصل الاستنزاف والانسحاب...

فكيف لا نستحضر دروس المعارك العمالية السابقة، وليس بعيدا عنا معركة عمال امانور بطنجة؟ لننطلق من البداية الصحيحة ولنعانق القضايا الجوهرية، أما التيه والعشوائية فلا محالة قاتلان، اليوم أو غدا...

إن من بين مهام التنظيم الثوري قيادة المعارك العمالية وتأطيرها وقطع الطريق على الانتهازية بكل أصنافها، وفضح "عشاق" الواجهة والمتاجرين بالقضايا العادلة. وينطبق ذلك على كافة المعارك العمالية وباقي نضالات الجماهير الشعبية وضمنها الفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين...

وأخطر ما "نتعايش" معه بمرارة هو "جنود" مجنّدة تحت مُسمّيات متعددة من بينها كموضة "لجن الدعم والتضامن" تعانق اليابس والأخضر كصيغة انتهازية حقيرة لخلط الأوراق. إن الصراع قائم على الفرز بين الخطأ والصواب وبين الجد واللعب وبين المُزيّف والأصيل، وتجد من يعاكس ذلك ويمزج بينهما حفاظا على ذاته ووضعيته المريحة وصورته المنمّقة، وخاصة من "يتمركس" ليلا، و"يتمسلم نهارا" أو العكس... وكل من يسير على هذا الدرب الملوّث لا يخدم قضية شعبنا إلا ادعاءً وطمعاً في الريع والتسلق الطبقي !!

إننا اليوم معنيون بالاشتغال بعمق وحزم نضاليين على هذا الدرس، وهي مهمة نضالية بالأمس إثر المعارك السابقة وعلى رأسها معركة عمال امانور بطنجة، وتبقى مطروحة اليوم وبحدة أكبر لنكون أقوى تنظيما وأكثر دراية وحنكة سياسيتين لتأطير المعارك النضالية بمختلف مناطق بلادنا. فلن ينوب التنظيم السياسي عن العمال أو عن المعنيين بأي قضية عادلة، لكنه يستطيع أن يساهم في صنع نجاح معاركهم من خلال التنسيق بين مختلف المعارك والتعريف بها واقتراح الأشكال النضالية الضاغطة وتنظيمها، ومنها فضح أساليب الاستغلال الطبقي واعتماد أشكال الدعم والتضامن، حتى لا تبقى هذه الأخيرة مناسباتية أو آلية لتوظيف وامتطاء تضحيات بنات وأبناء شعبنا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.