صفحتنا على الفيسبوك

الجمعة، 11 أبريل 2025

الرئيسية فلسطين: من مسيرة الى أخرى...!!

فلسطين: من مسيرة الى أخرى...!!


 فلسطين: من مسيرة الى أخرى...!!

 

صارت المسيرات "المليونية" تمرّ كالدخان، أو خيط دخان؛ والإجرام الصهيوني يتواصل في حق الشعب الفلسطيني أمام أعين المشاركات والمشاركين في هذه المسيرات. يُذكِّرنا ذلك وبشكل مأساوي بالانتفاضات الشعبية التي قدّمت من خلالها الجماهير الشعبية المضطهدة ببلادنا دماء بناتها الشهيدات وأبنائها الشهداء بسخاء، لكننا اليوم وكأن أرضنا لم تُخضّب يوماً بقطرةِ دم، وأن سجوننا لم تعرف معتقلا سياسيا واحدا، لأن إجرام النظام القائم في حق شعبنا يتواصل أمام "أمام أعين المشاركات والمشاركين" في هذه الانتفاضات الشعبية!!

عندما تكون وسط الحشود "المليونية" تتملّكُك القوة الخارقة، وقد ترى فلسطين حُرّةً محرّرةً والمغرب "جنة النعيم" أو قاب قوسين من ذلك. ببساطة لأن الشعارات مخدِّرة وعاطفية، وخاصة منها الشعارات ذات الحمولة الدينية التي تسوِّقها جماعة العدل والإحسان، عزفاً كعادتها على الأوتار الحساسة وبخلفية الإبهار والاستقطاب ثم التنويم. وإن أخطر ما تقوم به "الجماعة" هو عدم تسمية الأشياء بمسمياتها (التّقِية)، أي عدم تحديد المسؤوليات؛ وذلك و"هدايا" أخرى ما جعل النظام "يرتاح" اليها ويفسح لها مجال اكتساح اليابس والأخضر، وخاصة اجتثاث اليسار المناضل الذي عات فيه جزاروها ذبحا وتشويها (الشهداء عمر بنجلون والمعطي بوملي ومحمد أيت الجيد...)...

وسنبقى نطرق جدران الخزان لعل من لديه ذرة يسار حقيقي يستيقظ من نومه ليلتحق بقطار التغيير الجذري على درب شهداء شعبنا...

الكل يتابع المأساة بهذه الطريقة أو تلك عبر القنوات الفضائية أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة...

لا نشك في صدق التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني من طرف الشعوب المضطهدة كافة وبأي صيغة كانت وكذلك صدق مناهضتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن الكثير من المرتزقة وتجار المعاناة لا قلب لهم ولا يد نظيفة لديهم، تجدهم مجنّدين دائما لممارسة طقوسهم، ومنها تنظيم المسيرات "المليونية". يخطفون الأضواء ويسرقون الطاقات ويشوِّشون على الإطارات المناضلة حقّا والمناضلين حقّا المعنيين حقّا بدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية. كانت أعدادنا قليلة ومكتسباتنا كثيرة، واليوم أعدادنا كبيرة ومكتسباتنا قليلة أو منعدمة. وكمثال على هذا البؤس الذي يتكرر باستمرار المسيرة المزمع تنظيمها من باب المُزايدة يوم الأحد المقبل 13 أبريل 2025 بالرباط. فكما يتناوبون على جراحنا يتناوبون على جراح فلسطين؛ عرضت جحافل جماعة العدل والإحسان عضلاتها يوم الأحد 06 أبريل 2025، وستعرض جحافل حزب العدالة والتنمية عضلاتها يوم الأحد 13 أبريل 2025...

وكما الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع محكومة من قبل جماعة العدل والإحسان الظلامية التي تسكت ببشاعة عن الإجرام الصهيوني بسوريا وتدّعي مقاومته بغزة، فإن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين مطوقة بحزب العدالة والتنمية الغارق من أخمص قدميه وحتى أذنيه في مستنقع التطبيع. أليس هذا الحزب الظلامي الحربائي من وقّعت يداه القذِرتان وثيقة التطبيع تحت أعين النظام الرجعي القائم وعرابي التطبيع من عُتاة ورموز الرجعية والصهيونية والامبريالية؟!

إن التفتيت الذي طال أرض فلسطين مؤطّر منذ بداية القرن العشرين (20) ومع وعد بلفور بالخصوص، وله جذور منذ 1948، وتكرَّس سنة 1967، وصار اليوم واقعا فظيعا بعد الانفراد بالضفة الغربية من جهة وقطاع غزة من جهة أخرى؛ علما أن القوى الظلامية وضمنها حماس لن تتردد في قبول إقامة سلطة لها بغزة، وبفرح، كما قيادة فتح الرجعية المتصهينة بالضفة الغربية...

لقد اختلطت على شعبنا الجبهات والمجموعات والشبكات والائتلافات، كما الأحزاب والنقابات والجمعيات والأسماء وأخطرها "الأيقونات" والرموز المصنوعة بالمال والإعلام، وضاعت الحقوق والمكتسبات وتاهت الشعوب، خاصة والقمع الذي يخنق الأنفاس ويدمِّر المشاريع ويحرس معابد الشعوذة والدّجل والخرافة...

فهل بالمسيرات "المليونية" سنحرِّر فلسطين بدل البندقية، وحبذا لو تكن مسيرات حقيقية؟!

سنثِق في المسيرات "المليونية" عندما تتضامن مع فلسطين وتتصدى عمليا وآنيا للنظام القائم وجرائمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

إننا ندين شعار "تازة قبل غزة" الرجعي والشوفيني والصهيوني، ونلحُّ على ربط نضالات الشعوب المضطهدة ببعضها بخلفية أممية تتوخى التحرر والانعتاق من ربقة الرجعية والصهيونية والامبريالية.

وغير ذلك، فليس سوى نُخَب وقوى سياسية وقيادات نقابية، جلها متصهين ومدعِّم للتطبيع؛ منها من يقاطع المسيرات "المليونية" حسب هواه ومصالحه، ومنها من يؤثث ساحاتها من أجل التوظيف وتأبيد المعاناة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.