آه يا "وطني"...
عندما تشرد امرأة عاملة بسيطة في شوارع "الوطن"...
عندما يتآمر عليها "الكل"...
عندما يستبيح عرقها الأنذال...
عندما تباع مسيرتها النضالية لأكثر من ثلاثين سنة بسنتيم زائف...
عندما يخونها حتى من كانوا ظلالا في طريقها...
آه يا "وطني"...
كيف أصبحت البريئة ضحية بين الجلاد و"الصديق"/"الرفيق" باسم النضال النقابي...؟!
بينما الجلاد يرقص فوق جراحها...
و"الصديق"/"الرفيق" يتاجر بدمها...
لقد صرخت العاملة بصوت عال...
فلم يسمعها إلا الحائط...
نزفت دما قانيا، يشهد على جرائم النظام وجوقته البئيسة...
ذرفت دموعا صامتة...
فشربتها الأرض، وكتمت سر الألم...
آه يا "وطني"...
سيأتي اليوم الذي سيكون ملاذا للمقهورين والمقهورات...
سيأتي اليوم الذي تسقط فيه الأقنعة، ومن بينها أقنعة "الأصدقاء" و"الرفاق"...
امراة تحمل همها وهم رفيقاتها الصادقات ورفاقها الصادقين،
لقد جعلوها صفقة في سوق/بورصة المال والاستغلال...
لكنهم لم يعرفوا أن في عينيها بريقا يزلزل عروش الظالمين، وفي قلبها أملا ينتصر للحياة الكريمة...
آه يا "وطني"...
عندما تحلم عاملة...
ويبقى حلمها مجرد حلم يتبخر...
هي امرأة، لكنها جبل...
حلمها ثورة...
سلاحها اقتناعها وكفاحها حتى النهاية...
تحمل أطفالا جوعى وتعيل أسرا مهضومة الحق...
تكتم صمتا ثوريا ونفسا نقيا، بل تكتم براكينا، في داخلها...
ورغم هذا وذاك، لم تنكسر وللم تخضع ولم تقدم الولاء...
أكيد، سيأتي يوم تشرق فيه شمس الكرامة والتحرر والانعتاق...
إنه عهد الشهيدات والشهداء الذي لا يموت، إنه عهد "لا للولاء"...
فآلامك تبقى على جبين هذا "الوطن" العاري والظالم...
نقصد عاملات سيكوم ميك بمكناس ورفاقهم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق