أين يجب أن يكون اليوم مركز الثقل السياسي الرئيسي؟
ماذا تعلمنا من انتفاضات الشعب المغربي؟ وماذا علمتنا الجماهير الشعبية المنتفضة؟
إننا يقينا متأخرون، ولازال أمامنا طريق طويلة لنتعلم ونتعلم ونعلم. وإغناء لهذا المسار النضالي، نورد مقتطفا من كتاب الرفيق لينين "خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية" (1905):
"(...) ويقينا، إن الثورة ستعلمنا، وإنها ستعلم الجماهير الشعبية. ولكن المسألة التي توضع الآن أمام الحزب السياسي المناضل، إنما هي مسالة معرفة ما إذا كنا سنتمكن من تعليم الثورة شيئا ما.
فهل نتمكن من الاستفادة من صحة مذهبنا الاشتراكي الديمقراطي، ومن صلتنا مع الطبقة الوحيدة الثورية الى النهاية البروليتاريا، لكي نطبع الثورة بطابع بروليتاري، لكي نسير بها الى انتصار حاسم حقا، بالأفعال لا بالأقوال، لكي نشل تذبذب البرجوازية الديمقراطية وترددها وخيانتها؟
الى هذا الغرض يجب أن نوجه كل جهودنا، فالنجاح يتوقف من جهة على صحة تقديرنا للموقف السياسي، على صحة شعاراتنا التكتيكية، ومن جهة أخرى على تأييد هذه الشعارات من جانب قوى الكفاح الفعلية، قوى الجماهير العمالية.
إن كل العمل المنتظم الجاري، من دعاية وتحريض وتنظيم، يبتغي توطيد الصلات مع الجماهير وتوسيعها، وهذا العمل ضروري دائما، ولكن في زمن الثورة أكثر من أي زمن آخر لا يمكن اعتباره كافيا، ففي مثل هذا الزمن تطمح الطبقة العاملة بالغريزة الى العمل الثوري السافر، ويجب علينا أن نعرف كيف نطرح اهداف هذا العمل طرحا صحيحا لكي نعمل فيما بعد على تعريفها وإفهامها على أوسع نطاق ممكن، ولا يجوز أن ننسى أن التشاؤم الدارج إزاء صلتنا يخفي اليوم في كثير من الحالات، أفكارا برجوازية عن دور البروليتاريا في الثورة. ولاريب أنه لا يزال علينا أن نعمل الكثير الكثير من أجل تربية الطبقة العاملة وتنظيمها.
ولكن كل ما في الأمر الآن أن نعرف أين يجب أن يكون مركز الثقل السياسي الرئيسي في هذه التربية وهذا التنظيم؟
من كتاب خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية
الصفحة 402-403
تموز 1905 المجلد 11.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق