جماعة العدل والإحسان: أي مُناهَضَة للتطبيع؟!!
لا تترك جماعة العدل والإحسان أيَّ فرصة تمُرّ دون الإشادة بما يسمى ب"الثورة السورية". وتتفادى ذلك فقط إبان وقفات الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. وآخر ما جادت به قريحتها هو نص صريح لعضو دائرتها السياسية بعنوان "من الثورة الى الدولة: التحديات والفرص أمام السوريين"، منشور بموقعها الالكتروني الرسمي، يتحدث فيه عن "أمنيات" من شأنها أن تحافظ على قناع العصابات الظلامية المتصهينة بسوريا، تحت مسمى "الثوار السوريين".
ولا يخفى أن ما يسمى ب"الثورة السورية" ليس غير عمليات عسكرية أطاحت بالنظام الذي كان قائما بسوريا. وقد نفّذ هذه العمليات مرتزقةٌ مُموّلة ومدرّبة من طرف الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية بالمنطقة، خاصة السعودية وقطر والإمارات ومصر وتركيا، وطبعا بهندسة امبريالية عبر حلف الناتو.
باختصار شديد، لا يتوفر أي شرط من شروط ثورة حقيقية نابعة من قلب الشعب السوري. والعصابات القابضة الآن بخناق الشعب السوري خاضعة كليا لإملاءات وتعليمات الامبريالية والصهيونية والرجعية. وقد عاثت إجراما في حق بنات وأبناء الشعب السوري، وخاصة منهم من رفض الامتثال لها ولسلتطها الدموية.
وعندما تشيد جماعة العدل والإحسان الظلامية بإجرام العصابات الظلامية المتصهينة بسوريا، فعن أي مناهضة للتطبيع تتحدث؟!! فهل التطبيع "حلال" والتطبيع "حرام"؟!!
من يناهض التطبيع حقا، يناهضه بالمغرب وبسوريا وبأي مكان. أما جماعة العدل والإحسان فتعانق الصهيونية بسوريا وتدّعي مناهضتها بالمغرب. وليست وقفاتها ومسيرتها في إطار الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلا محطات استعراضية ذات خلفيات سياسية بعيدة كل البعد عن خدمة القضية الفلسطينية. إنها تمارس "لعبة" حزب العدالة والتنمية بالمقلوب. وما يكشف مناوراتها الخبيثة هو تفادي رفع شعارات تشيد بما يسمى ب"الثورة السورية" إبان وقفات الجبهة، وذلك حفاظا على "زواجها" الانتهازي بمكوناتها، أي مكونات الجبهة.
جماعة العدل والإحسان "تنضبط" في إطار الجبهة بعدم رفع شعارات حول سوريا، لكنها تصرف موقفها الرجعي المتصهين في إطار الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.
وإذا كان عاديا أن تمارس الجماعة هذه الأساليب الماكرة، باعتبارها قوى رجعية؛ فماذا عن باقي مكونات الجبهة، وخاصة حزب النهج الديمقراطي العمالي؟!!
كيف تضع باقي مكونات الجبهة أيديها في يد قوى رجعية، أي جماعة العدل والإحسان، وهي تبارك جرائم عصابات متصهينة بسوريا وتتباهى بها؟!!
أي منطق هذا؟!!
أي تكتيك؟!!
أي مبدئية؟!!
أي تقدمية؟!!
أي ثورية؟!!
إن النظام القائم يعرف جيدا القوى الظلامية ببلادنا، سواء حزب العدالة والتنمية أو جماعة العدل والإحسان. ويهمُّه أن تستمر هذه القوى الظلامية، وخاصة جماعة العدل والإحسان، في خلط الأوراق بالساحة السياسية. وانسحابها من الدينامية النضالية التي تلت انتفاضة 20 فبراير 2011 (حركة 20 فبراير) لا يدع مجالا للشك في عمالتها للنظام القائم والامبريالية. ومن به عمى أو صمم، لماذا تنأى بنفسها عن معارك بنات وأبناء شعبنا فيما يخص الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية؟!!
إن من يراهن على القوى الظلامية من موقع "اليسار" يساهم في هدر الزمن النضالي لفائدة النظام القائم وعرابيه، أي الامبريالية والصهيونية والرجعية. فلا بديل أمام اليسار الحقيقي، أي اليسار المناضل، وخاصة الماركسي اللينيني، غير خوض المعركة الطبقية اعتمادا على ذاته وعلى القوة التي تختزنها الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة.
لقد آن الأوان للقطع مع القوى الظلامية داخل الجبهة وخارجها، وبالتالي فتح مجال تطوير قدرات اليسار المناضل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق