درس أو دروس مسيرة ساكنة أيت بوكماز...
نتحدث عن الدروس.. نعم، نتحدث مع كل "صفعة" في خضم الصراع الطبقي عن الدروس. لكننا لا نمارسها أو ننزلها على أرض الواقع. لقد راكم شعبنا العديد من التضحيات وخاض الكثير من المعارك، لكنه يرزح حتى الآن تحت نير الاستغلال والاضطهاد...
عاش شعبنا انتفاضة الريف سنتي 1958 و1959 وانتفاضة 23 مارس 1965، والعديد من الانتفاضات الشعبية الخالدة فيما بعد؛ كما عاش انتفاضات مسكوت عنها، مثل انتفاضة فلاحي أولاد خليفة بالغرب سنة 1970. وبالإضافة إلى ذلك لم تتخلف الطبقة العاملة المغربية بدورها عن الانخراط في الدينامية النضالية لأوسع الجماهير الشعبية. ويكفي أن نذكر بعض المعارك العمالية البطولية، مثل إضراب الغار لعمال مناجم قطارة قرب مدينة مراكش وإضرابات مناجم جبل عوام قرب مريرت وايميضر وجرادة والعديد من المناجم الأخرى، ومعركة عمال امانور بطنجة؛ وليس آخر هذه التضحيات معركة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس المستمرة حتى الآن...
واليوم، "نتفرج" على مسيرة ساكنة أيت بوكماز نحو عمالة ازيلال وولاية بني ملال خنيفرة. لقد رفعت الساكنة مطالب بسيطة، ومن بينها فك العزلة عن المنطقة (الهضبة "غير" السعيدة)، وهي مطالب كان من المفروض أن تكون قائمة على أرض الواقع سنوات خلت؛ إلا أن نهب خيرات المنطقة واستنزافها من طرف من تناوبوا على جراحها من بين أزلام النظام حال دون ذلك...
والدرس أو الدروس التي نستنبطها مرة أخرى هي استعداد الجماهير الشعبية المضطهدة لخوض كل المعارك النضالية من أجل الانعتاق من مخالب تجار المعاناة الذين يستثمرون في محنتها وآلامها...
ومرة أخرى، يتأكد غيابنا "غير المبرر"، إذ ندعي خدمة قضية الجماهير الشعبية الكادحة، لكننا نغيب عن مآسيها ونتركها نحن، نعم نحن وغيرنا من القوى السياسية التي ترفع شعارات التغيير والتغيير الجذري فريسة القوى السياسية الرجعية، ومن بينها القوى الظلامية والشوفينية. ومشاركة رئيس جماعة بالمسيرة واللافتات المرفوعة يؤكدان وجود أيادي مندسة لها غايات مشبوهة ومآرب أخرى...
طبعا، ليس سهلا استنهاض ساكنة منطقة عن آخرها وتنظيمها في مسيرة لمسافة طويلة، لذا نحذر من التوظيف السياسي الفج لمعاناة ساكنة أيت بوكماز بهدف غايات خفية الآن؛ وستظهر بدون شك في أول منعطف قادم، والذي سيكون محطة اللعبة الديمقراطية (الانتخابات) القريبة...
لا نبخس وعي وتضحية ساكنة أيت بوكماز أو غيرها بمختلف المناطق ببلادنا، إلا أننا أمام مسلسلات المناورات والمؤامرات لا نوقع على بياض أو نفرح قبل الأوان...
إننا بدل أن ندق الطبول وننفخ في المزامير، يجب أن نشمر على سواعدنا لنبني التنظيم الثوري المنظم والمؤطر لكفاح بنات وأبناء شعبنا، وفي مقدمتهم الطبقة العاملة...
وعموما، إننا نقف إجلالا وفخرا أمام تضحيات ومعارك الجماهير الشعبية، وخاصة العمال والفلاحين الفقراء، ونسجل ما يلي:
- تضامننا ودعمنا لمسيرة ساكنة أيت بوكماز من أجل تحقيق مطالبها العادلة؛
- تحذيرنا من فخ الحوارات المغشوشة والوعود الكاذبة التي لا يهمها غير تكسير صمود وعنفوان المحتجين؛
- تنديدنا بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية بمنطقة أزيلال والعديد من المناطق المغربية، وخاصة الجبلية، من منطلق واقع واحد ومصير واحد بالنسبة لكافة بنات وأبناء شعبنا؛
- تحذيرنا من توظيف معاناة الساكنة من طرف القوى السياسية الرجعية أو أي جهة متخاذلة ومتواطئة باسم "المجتمع المدني", من أجل أهداف خسيسة وماكرة، كما حصل بمناطق عدة سابقا؛
ملاحظة:
حصل بالفعل ما نحذر منه وفق إخبارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي مناورة "الحوار" لكسر المعركة...!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق