الحرية لكافة المعتقلين السياسيين...
المجد والخلود لكافة الشهداء...
عندما نناضل من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، نعني كافة المعتقلين السياسيين بدون استثناء. واحتراما للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم ولقضاياهم العادلة، نرفض أن نُميِّز بين هذا المعتقل السياسي أو ذاك، من مثل عبارات "وفي مقدمتهم" أو "وعلى رأسهم" أو "ومن بينهم"...؛ سواءً بسبب مواقفهم السياسية أو بسبب سنوات الاعتقال المحكومين بها. علما أن خدمة قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية لا تنفصل عن خدمة قضية شعبنا. وغير ذلك ليس غير التعاطي المزاجي والعاطفي المحدود وغير المجدي دائما، وقد يكون تعاطيا انتهازيا..
نعترف أننا لا نتواصل مع جميع المعتقلين السياسيين أو عائلاتهم، إلا أن ذلك يعود وبالدرجة الأولى الى امكانياتنا المحدودة وأيضا الى غياب التنسيق والتواصل، وخاصة غياب إطار ديمقراطي يتابع أوضاع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم ويواكب نضالاتهم ويهتم بظروفهم. ولا نسكت هنا عن أهمية دور المعتقل السياسي المناضل من جانبه في خلق فرص التواصل مع رفاقه بخارج القضبان الحديدية، إن عبر عائلته أو بواسطة أي طريقة مبدعة أخرى كما قام بذلك معتقلون سياسيون سابقون. أما العلاقة المنتظمة مع بعض المعتقلين السياسيين دون آخرين، فتقوم على الرابط السياسي والإيديولوجي والتنظيمي معهم، خاصة قبل اعتقالهم؛ وهو واقعٌ يعلمه المشتغلون بالحقل السياسي وكافة المناضلين والمعتقلين السياسيين وحتى قبل الاعتقال. ونفس الشيء يحصل بالنسبة للشهداء وعائلاتهم، فلا نميِّز بين شهيد وآخر؛ إلا أننا لا نتواصل مع جميع عائلاتهم ولا نخلد كل محطات استشهادهم. ولنا شرف استحضار أغلب هذه المحطات وتناولها إعلاميا ودون تمييز، وذلك وفاء لتضحياتهم وخدمة لقضاياهم وتعبيرا عن مواصلتنا لدرب القضية "الأم"، أي الثورة المغربية.
وللتذكير والذاكرة، فقد خاض الشهيد عبد الحق شبادة إضرابا لامحدودا عن الطعام بسجن لعلو بالرباط سنة 1989 الى جانب معتقلين سياسيين محكومين بثماني (08) سنوات سجنا نافذا واستشهد إبانه، وهو المحكوم بسنة واحدة (01) سجنا نافذا فقط. وأكثر من ذلك، فلم يكن يفصله عن حريته الجزئية غير أقل من ثلاثة (03) أشهر...
إن الشهيد البطل عبد الحق شبادة (19 شتنبر 1989) اعتبر المعركة النضالية من داخل السجن وبمبدئية واقتناع راسخ معركة المعتقل السياسي، أي معركة كافة المعتقلين السياسيين وليس معركة مناضلين عابرين للسجن؛ ولم ينتظر التضامن من طرف أي جهة داخل المغرب أو خارجه. إن الاعتقال السياسي قضية طبقية ملازمة للنظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، وليست ظاهرة عابرة؛ كما يحلو للقوى السياسية المتخاذلة أن تُردِّد بمناسبة أو بدونها وبدون خجل وكذلك حواريها الانتهازيين...
فعندما يخوض المناضل معركةً سياسية بنضج سياسي واستيعاب وفهم للوضع الذاتي والموضوعي وللظرفية السياسية، سواء من داخل السجن أو من خارجه، فإنه لها وأقدر عليها؛ أي أنه في مستوى تحمل تبعاتها حتى النهاية، سواء كان اعتقالا أو اغتيالا، وليس فقط استفزازا أو تضييقا... فلا مجال لإلقاء اللوم على الآخر أو انتظار دعمه أو تضامنه في صيغة الاستجداء. إننا نعرف "خرّوب بلادنا"...
نحيي رفيقنا الشهيد عبد الحق ووالدته الشامخة الفقيدة أمنا رقية وأفراد العائلة وكافة شهداء شعبنا وعائلاتهم، ونعتبرهم جميعا نبراسا ورموزا نستمد منهم صمودنا وتحدِّينا لإجرام النظام القائم المسؤول الأول عن جرائم الاعتقال والاغتيال السياسيين ببلادنا...
ونريد التركيز هنا على دورنا كمناضلين وقوى سياسية مناضلة، وإنه الدور القائم على النضال المستمر والمنتظم من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بدون شرط أو قيد؛ أما انتظار العفو، فإنها الهزيمة والمذلّة بعينها...
كثيراً ما تردّد شعار "الموت ولا المذلّة"، أيننا حقيقةً من هذا الشعار؟!!
إن من ينتظر العفو عن المعتقلين السياسيين، فردا كان أو قوى سياسية، ومن يفرح لذلك بعد سُباتٍ عميق، فلا علاقة له بالقضية إلا شكلا. إننا نتفهّم ردّ فعل العائلات العاطفي، لكن دون ذلك، ليس غير انبطاحٍ واعترافٍ فظيعٍ بمشروعية اعتقال المناضلين وبالاعتقال السياسي عموما.
إننا نفرح لفرح المعتقلين السياسيين المُفرج عنهم وعائلاتهم ولفرح شعبنا عموما، وخاصة العمال والفلاحين الفقراء، لكنّ تمجيدَ العفو كآلية للولاء والخضوع أو باعتباره لفتة أو مبادرة كريمة، يُعتبر مساهمةً صريحة في التضليل والتغليط وانخراطا مكشوفا في المشاريع الطبقية للنظام التي تخدم مصالح الامبريالية والصهيونية والرجعية...
إن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين باسم العفو انتصارٌ لهم، في حالة صمودهم وتشبثهم بمواقفهم وعدم تقدُّمهم بأي طلب للعفو. وذلك ما حصل بالنسبة لعدد من المعتقلين السياسيين السابقين ومجموعات سابقة من المعتقلين السياسيين...
إننا نسجِّل ما يلي:
- مواصلتنا خدمة قضية شعبنا، وفي مقدمته الطبقة العاملة، وبكل التضحيات المطلوبة؛
- تركيزنا على بناء التنظيم الثوري المؤطر والمنظم لنضالات بنات وأبناء شعبنا لإنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في أفق المساهمة في بناء المجتمع الاشتراكي؛
- ارتباطنا النضالي الوثيق بكل التطورات التي يعرفها الصراع الطبقي ببلادنا ومساهمتنا في التأثير فيها بما يخدم قضية شعبنا، بعيدا عن التنويم والتمويه اللذين يمارسهما النظام القائم وأزلامه؛
- متابعتنا لكل المستجدات التي تهم قضيتنا العادلة، قضية شعبنا، ومنها إطلاق سراح كافة بنات وأبناء شعبنا ضحايا القهر والحيف الطبقيين والاستغلال...؛
- نضالنا المستمر من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بدون تمييز وبدون قيد أو شرط. وإنها الحرية الجزئية فقط...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق