صفحتنا على الفيسبوك

الاثنين، 11 أغسطس 2025

الرئيسية طاحونة الصراع الطبقي لا تعرف العطلة...

طاحونة الصراع الطبقي لا تعرف العطلة...

 


طاحونة الصراع الطبقي لا تعرف العطلة... 


معاناة أوسع الجماهير الشعبية ببلادنا تتفاقم باستمرار في ظل إجرام النظام الذي لا يتوقف. ومعلوم أن استمرار النظام القائم يفرض بسط هيمنته بالحديد والنار على كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي خنق أي محاولة للانفلات من قبضته وقطع دابرها. وهو ما عشناه من خلال القمع الدموي إبان الانتفاضات الشعبية وعبر الاغتيالات والاعتقالات...


والخطير أن ترمي الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات هذه الأوضاع المزرية والبئيسة وراء ظهرها باسم العطلة، وفي الوقت الذي يتوسع فيه الاضطهاد والاستغلال وتُطبخ فيه المخططات الطبقية القاتلة وتتمتّن فيه العلاقات مع الإمبريالية والصهيونية والرجعية..!!


فأيُّ عطلة والعاملات والعمال مشرّدون بالشوارع والعمال الزراعيون يحتضرون بضيعات وحقول الملاكين العقاريين والسجون مليئة بالمعتقلين السياسيين والبؤس يُخيِّم على كافة مناطق بلادنا المهمشة، وخاصة الحرمان من الماء الصالح للشرب وحتى مياه السقي والفرشة المائية، علما أن ثروتنا المائية تُستنزف من طرف عُتاة المستثمرين وعلى رأسهم الصهاينة...؟!


إنها أعطاب وأمراض موروثة تكرِّس تخلف ممارستنا السياسية وتتيح الفرص للنظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي لترتيب أوراقه إلى جانب أزلامه ومن بينها القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية...


طبعا، لا رهان على هذه الكائنات السياسية المشوهة، لأنها في عطلة دائمة، أي "متقاعدة"، بل في سُبات عميق، إلا ما يتصل بمصالحها، ومن بينها الانخراط في اللعبة "الديمقراطية"، وخدمتها لأولياء أمرها. لكن رسالتنا واضحةٌ إلى الرفاق وكافة المناضلين بمختلف مواقع الفعل النضالي، السياسي والنقابي والجمعوي...


إنها التحديات التي تجابهنا جميعا في علاقتنا بالجماهير الشعبية، وفي مقدمتها الطبقة العاملة.


فأي عطلة وعاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس في وضعية قهر وحيف مستمرة؟!


وأي عطلة والمحاكمات السياسية متواصلة وكذلك التهم الثقيلة والأحكام الجائرة؟!


وأي عطلة والمعتقلون السياسيون يقبعون داخل زنازين الذل والعار؟!


وأي عطلة وقلوب الأمهات وعائلات ضحايا القمع السياسي عموما تحترق على تقتيل وتغييب فلذات أكبادها ودموعها لا تجف؟!


وأي عطلة ودم الفلاحين الفقراء يُمتصّ ليلا ونهارا؟!


فلا عطلة للمناضل أمام التقتيل اليومي لبنات وأبناء شعبنا. أما الصور واللقطات الخادعة التي يسوِّقها الجبناء والانتهازيون بالشواطئ والمنتجعات ويتباهون بها (المغرب زين...)، فلن تخفي البؤس الذي يُغرق الأغلبية الساحقة لشعبنا؛ وكذلك الشعارات الفارغة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية والدولة الاجتماعية و(...) والتطبيل لأوراش كأس إفريقيا (2026) أو كأس العالم (2030) وانطلاق مسلسل التحضير للانتخابات كمحطة لتعميق جراح شعبنا والتحكم في رقابه؛ فبدورها لن تحجب هشاشة وتردي البنية التحتية، خاصة بالمناطق المنسية، ومنها البوادي والقرى...


إن رسالتنا واضحة وتهُم رفاقنا حقّا المتراصّين والمتّحدين وكافة المناضلين المخلصين حقاً لقضية شعبنا؛ فلم يعُد هناك مُتّسع لحجب الشمس بالغربال والافتراء كأسلوب ماكر للهروب إلى الأمام أو التيه والتشويش؛ فلا بديل عن التنظيم السياسي الثوري وانتظام الفعل النضالي المتواصل وتنسيق الجهود النضالية للسّواعد المناضلة النظيفة والمبدئية، لإنجاز مهام الثورة المغربية، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي..


وباختصار، فإن طاحونة الصراع الطبقي لا تعرف العطلة؛ وفي خضم المعركة الطبقية، فإن النضال سيتواصل ولن تتوقف التضحيات من خارج السجون ومن داخلها. والجماهير التي لم تُرعبها مدافع النظام وخناجره لن تهاب القذفات العشوائية الحاقدة لحواريه...

فلا بديل عن الفعل النضالي المنظم  والجذري  وتنسيق الجهود النضالية    للمساهمة في بناء  التنظيم الثوري المنشود  و هي المهمة المركزية في كل عمل نضالي تنظيمي وسياسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.