في الذكرى الثامنة لاستشهاد عماد العتابي:
ما أبشع أن ننسى أو أن نتناسى الشهداء... !!!
شهداء شعبنا وكافة الشهداء أحياءٌ دائما، شاء من شاء وكرِه من كره. وإذا لم يُنصفوا اليوم، سينصفون لا محالة غداً. وسواءً تم تخليد محطّات استشهادهم أم لا، فإنهم قلبُ شعبنا النّابض ومشعله الذي يُنير طريق ثورته المُظفّرة الآتية...
لا نُنكر محدودية متابعتنا لكافة نضالات شعبنا، بما في ذلك التعريف بالشهداء وسياقات استشهادهم، وهو نقد ذاتي نُعلِنه من باب الأخلاق الثورية كالتزام نضالي لتجاوز أخطائنا ومواصلة المعركة الضارية رغم مطبات الواقع المر وطعنات الأعداء بمختلف ألوانهم ومواقعهم. ونؤكد بالمناسبة على أهمية التنظيم الثوري كإطار تنظيمي مبدع وخلاق لإنجاز هذه المهام النضالية وباقي مهام الثورة المغربية...
تمُرّ الآن الذكرى الثامنة لاستشهاد عماد العتابي ابن الريف الأبِيّ الذي سقط أمام أعيُن العالم كما يسقط الابن الفلسطيني الثائر، وجُلّ دعاة النضال وعلى كافة الواجهات السياسية والنقابية والجمعوية، منشغلون بسفاسف الحياة السياسية، بل غارقون في وحلها الخانق...
إن هناك دائما وعلميا مؤشرات دقيقة للفرز بين "الغث والسمين"، وأي رهان على من يتجاهل معارك شعبنا، ومن بينها المعارك العمالية البطولية، ويضع يده القذرة في "جيب" النظام القائم وأزلامه من قوى سياسية ونقابية وجمعوية، ليس غير مؤامرة خسيسة مكتملة الأركان. وبالتالي فالحضور النضالي المستمر واستحضار محطات الاستشهاد وفضح أساليب القمع من اعتقال وتضييق وترهيب...، مسؤولية نضالية تقع على عاتق المناضلين الثوريين من مختلف مواقعهم...
وكمساهمة نضالية رمزية لتسجيل الوفاء للشهيد عماد العتابي وحضوره بيننا اليوم وغدا ودائما، نُعيد نشر عملٍ سابق لتيارنا السياسي المناضل، تيار البديل الجذري المغربي (CARAM) بعنوان "استشهاد العتابي: جرح آخر في الجسد المناضل":
"تيار البديل الجذري المغربي CARAM
استشهاد العتابي: جرح آخر في الجسد المناضل
2017 / 8 / 9
نعينا في الأمس القريب (13 غشت 2014) الشهيد مصطفى مزياني؛
ونعينا البارحة (02 غشت 2017) الشهيد خلادة الغازي؛
واليوم (08 غشت 2017) ننعي الشهيد عماد العتابي. إنه جرح آخر في الجسد المناضل المثخن بالجراح والطعنات. فكيف نقبل أو نتقبل سقوط ستة شهداء في شهر واحد؟!
فمن الشهداء مصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي وعبد الحق شبادة الى الشهداء مصطفى مزياني وخلادة الغازي وعماد العتابي. إنه لا يكفي أن ننعي الشهداء بحسرة وبحرقة، إننا نعاهدهم على مواصلة مشوارهم النضالي حتى انتصار القضية التي استشهدوا من أجلها، قضية شعب لم تتوقف تضحياته وبطولاته في الريف وفي كافة مناطق بلادنا. فلم نعد ننتظر غير قتلنا الواحد تلو الآخر، وغير اعتقالنا وتشريدنا...
إن استشهاد عماد العتابي اليوم، بعد المجزرة الرهيبة ليوم 20 يوليوز 2017، إدانة أخرى للنظام القائم، وفضح صارخ لجرائمه المستمرة في حق أبناء شعبنا في الماضي والحاضر..
إن استشهاد عماد العتابي والطريقة البشعة التي تم بها ذلك يعيد أمام أعيننا جريمة اغتيال كريم الشايب بصفرو في 23 فبراير 2011 جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له يوم 20 فبراير، يوم الانتفاضة الخالدة. فوجود فيديو يوثق الجريمة الشنيعة ودون أن يترتب عن ذلك أي جزاء أو متابعة، وهو ما لا ننتظره من نظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، يؤكد بالمكشوف الطبيعة الدموية للنظام وحماية هذا الأخير لعصابات القتل وفرق الموت التي تتربص بالمناضلين.
إن القتل بدم بارد صار أسلوبا مألوفا بالنسبة للنظام، وطمس الحقيقة بشأن الجرائم المقترفة يجعل القوى القمعية تتلذذ في سفك دماء أبناء الجماهير الشعبية المضطهدة.
إننا في تيار البديل الجذري المغربي، نسجل:
- إدانتنا للنظام ولجريمة اغتيال الشهيد عماد العتابي وباقي الجرائم المستمرة في حق أبناء شعبنا؛
- إدانتنا لصمت القوى الانتهازية والمتخاذلة عن هذه الجريمة وتواطئها، وهو الصمت الذي نعتبره مشاركة في جرائم النظام؛
- مواصلتنا المسير في درب شهداء شعبنا بكل ما يقتضيه الموقف من تضحيات وثبات على العهد، واعتبارنا استشهاد عماد العتابي مسؤولية وأمانة على عاتقنا الوفاء بها ورسالة الى شعبه والى كافة المناضلين لتوحيد الصفوف من أجل التصدي لعدو مشترك؛
- تعازينا الحارة لعائلة الشهيد وأصدقائه ورفاقه والشعب المغربي كافة.
المجد والخلود للشهيد عماد العتابي ولكافة شهداء شعبنا
والعار للنظام وأزلامه
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق