عندما يكون مستقبل أطفالنا هو الشارع، هو التشرد والتشريد...!!!
-حالة أطفال عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس-...
أطفال ليسوا كباقي الأطفال الذين رسمت (بضم الراء) خطواتهم نحو مستقبل من ذهب، لا لشيء إلا لأنهم ينتمون لعائلات ميسورة ورثوا/سرقوا خيرات البلد، وأقسموا على أن يورثوها لأبنائهم على حساب أبناء وبنات المقهورين والمعدمين...
لقد ذاق أطفالنا مرارة القهر والحرمان والإقصاء والتهميش منذ أن بدأ لسانهم يتلملم عن النطق، أطفال ليسوا كباقي الأطفال، حرموا من متابعة الدراسة، حرموا من اللعب في أحضان أسرهم، حرموا من الدفء العائلي، حرموا من أبسط شروط الحياة الكريمة...
فرض عليهم القهر والحيف والعيش البئيس والمعقد، لأنهم عايشوا وعاشوا معاناة آبائهم وأمهاتهم وهم/هن مشردين في الشارع العام لأكثر من خمس سنوات... أكثر من 500 عائلة مشردة في شوارع مكناس، ذاقت فيها كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي وكل الاستفزازات والمضايقات اليومية والمحاكمات الصورية...
فكيف لهذه العائلات أن توفر اللوازم المدرسية لأبنائها وشروط الدراسة الناجحة، وهي مشردة بالشارع العام؟!
كيف لهذه العائلات أن توفر الدفء لأبنائها وهي مقصية من أبسط شروط الحياة الكريمة التي يدعي النظام القائم احترامها ضمن منظومة حقوق الإنسان الدولية؟!
عن أي مستقبل وعن أي مدرسة وعن أي حماية للأطفال يتحدثون؟!
أليس حرمان الطفل من الدراسة هو حرمانه من طفولته وقتل لمستقبله؟!
أليست هذه جريمة ممنهجة كبرى متعددة الأبعاد ترتكب بحق أطفال أبرياء، أبناء شعب مقهور؟!
أليس حرمان الطفل من متابعة الدراسة هو سرقة موصوفة لمستقبله؟!
ما معنى مصادقة النظام القائم على ما يسمى ب"اتفاقية حقوق الطفل" (1989)؟!
إنها معاناة لا توصف، يعيشها عمال وعاملات سيكوم ميك بمكناس المشردين بالشارع العام وأطفالهم لأكثر من خمس (05) سنوات، معاناة يعجز اللسان عن وصفها...
ويبقى الصمود هو عنوان هذه المعركة البطولية حتى انتزاع حقوقهم المسلوبة، ويبقى مصير الأطفال مجهولا إلى حين...
كل الدعم والتضامن مع العاملات والعمال وعائلاتهم وأطفالهم...؛
النصر لمعارك العمال على طول وعرض بلادنا؛
إنها النضالات والمعارك التي تسكننا، وإنها مؤشرات الفرز الطبقي والسياسي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق