فلسطين البُؤرة الوحيدة الأكثر اشتعالا بالعالم...
تعمل الإمبريالية والصهيونية والرجعية على إرغام الشعوب المبضطهدة، ومن بينها الشعب الفلسطيني، على نسيان فلسطين وما ترمز إليه فلسطين والاعتراف بشرق أوسط جديد بدعم امبريالي وتحت مراقبة حلف الناتو والكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية بالمنطقة، خاصة تركيا ومصر والسعودية وقطر...
إنه مخططٌ محكمٌ وتدريجي قلب موازين القوى لفائدته ويتم تنزيله بالحديد والنار منذ سنوات، بل منذ عقود. لقد كانت البداية مع تثبيت احتلال الأراضي الفلسطينية، أي ما يعرف ب"أراضي 1948"؛ وجاء الدور على الضفة الغربية وقطاع غزة. والآن، بعد حسم وضعية الضفة الغربية بالمساهمة الخيانية لما يسمى ب"السلطة الفلسطينية" بقيادة الخائن الكبير وزمرته في صفوف حركة فتح المدعو محمود عباس، يتم التحضير للإجهاز الكامل على الأرض الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية، من خلال فرض تسوية مُدمِّرة بقطاع غزة بعد تحييد كل من روسيا والصين وحتى إيران وإضعاف حركة حماس، خاصة بعد اغتيال هنية ونصر الله والسنوار...
إن إقامة نظام رجعي ظلامي متصهين بسوريا ليكون مرجعا في العمالة والخيانة، وبعد تنحية "الرموز" التي قد يكون إرضاؤها مكلفا، سواء بفلسطين أو لبنان أو سوريا أو إيران...، وهو ما حصل في السابق لتهيئة شروط ركوع عرفات دون انزعاج، أي إزاحة القيادات الكارزمية عبر اغتيالها، حالة خليل الوزير (أبو جهاد) سنة 1988 بتونس وصلاح خلف (أبو أياد) سنة 1991 بتونس أيضا؛ يتم التمهيد لإقامة سلطة رجعية ظلامية بالقطاع بتنسيق مع حركة حماس الظلامية على غرار ما حصل بالضفة مع حركة فتح، خاصة بعد التصفية الصامتة لياسر عرفات...
إن إشادة القوى الظلامية عبر العالم بالسلطة الشكلية للعصابات الظلامية المتصهينة بسوريا تعبير مفضوح عن الاستعداد للانخراط في مستنقع المخطط الإمبريالي الصهيوني الرجعي بقطاع غزة...
وكل تنسيق أو تحالف مع القوى الظلامية سيكون بمثابة تواطؤ ومساهمة في تصفية القضية الفلسطينية وقتل كل ما ترمز إليه من مقاومة حقيقية وكفاحية وإرادة في التحرر والانعتاق...
فكل المؤشرات السياسية والعسكرية تدل، إن على المدى المتوسط أو البعيد، على خضوع القوى الظلامية واستعدادها لرمي السلاح وراء ظهرها و"تدبير" قطاع غزة "مرحليا" تحت وصاية الكيان الصهيوني، وتعلن كغطاء كاذب حقن الدم الفلسطيني ووضع حد للتجويع وتجاوبا مع دعوات "السلام" (السلام المُفترى عليه). وستخرج الأبواق المملوكة والمُموّلة مستغلة أحدث وسائل التكنولوجيا لتسويق "النصر" المزعوم وتكريس الهزيمة والتشهير ب"عدمية" المقاومة "المتهورة" وسلبيتها، بل وتحميلها مسؤولية معاناة الفلسطينيين بغزة واتهامها بالإرهاب...
فمن يقبل التطبيع ومعانقة الإمبريالية والصهيونية والرجعية بسوريا، كيف سيرفضهما بالقطاع ببضعة مساحيق؟!
وما حصل ويحصل أيضا ببلادنا يفضح الوجه الحقيقي للقوى الظلامية. ألم يُوقِّع حزب العدالة والتنمية على تطبيع النظام القائم مع الكيان الصهيوني، وبعد ذلك ينظم الوقفات والمسيرات ويشارك في أخرى؟!
ما هو موقف جماعة العدل والإحسان من صنوها حزب العدالة والتنمية؟!
هل تصدت له وحاربته كما ادعاء تصديها ومحاربتها للنظام القائم المُطبِّع؟!
إنها مسرحيات خادعة ومُخزية سيسقط الشعب الفلسطيني، آجلا أو عاجلا، أقنعة كُتاب سيناريوهاتها ومخرجيها وممثليها، بما في ذلك شبكات الكومبارس...
إننا ومن منطلق كون القضية الفلسطينية قضية وطنية، نسجل ما يلي:
- مواصلتنا خدمة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني البطل من أجل تحرره وانعتاقه، أي إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كافة التراب الفلسطيني؛
- إدانتنا لجريمة التطبيع التي ينفذ النظام القائم أطوارها مع الكيان الصهيوني، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ولكافة أشكال دعم الكيان الصهيوني، ومن بينها ما يسمى ب"لجن الصداقة البرلمانية" والسماح للسفن المحملة بالسلاح المتوجهة إلى الكيان الصهيوني بالتزود بالوقود أو غيره؛ ونعتبر ذلك مساهمة مباشرة في تقتيل الشعب الفلسطيني، أطفالا وشيوخا، رجالا ونساء؛
- رفضنا لأي "بهرجة" أو تنسيق أو تحالف مع القوى الظلامية، ونعتبر أي خطوة في هذا الاتجاه طعنا قاتلا في قلب القضية الفلسطينية النابض؛
- اعتبارنا التركيز على التعاطي العاطفي مع تجويع غزة، وغزة فقط، مناورة دنيئة للاستقطاب وقتل أشكال النضال المطلوبة الآن، أي شُعلة الكفاح المسلح عبر حرب التحرير الشعبية...
المجد والخلود لكافة شهداء الشعب الفلسطيني؛
النصر لقضيتي شعبينا المغربي والفلسطيني ولكافة قضايا الشعوب المضطهدة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق