فلسطين: أي تقييم لأشكال "تضامننا"؟
شعبنا المغربي مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته العادلة، وقد عبر عن ذلك باستمرار من خلال الوقفات والمسيرات بمختلف المدن والمناطق، بغض النظر عن طبيعة الجهات المنظمة ونواياها وحساباتها السياسوية. وكذلك المناضلون والقوى المناضلة، يعتبرون القضية الفلسطينية قضية وطنية، ولا يدخرون جهدا لدعمها ومناصرتها...
لكن، يلاحظ أننا لا نصنع الفارق المطلوب وطنيا ودوليا.
لا مجال للحديث عن الحضور الدولي، وماذا عن الحضور الوطني؟
إن حضورنا على الصعيد الوطني كغيابنا، باستثناء حرق العواطف وخلق فرص امتصاص الغضب و"التكفير" عن الذنب، وطبعا الاستقطاب. ومؤشر ذلك، ليس المسيرات "المليونية" المخدومة والمحروسة والفيديوهات عالية الجودة المسوقة للخارج، بل غياب أي أثر فعلي وملموس على أرض الواقع. ونقصد بالخصوص استمرار تطبيع النظام القائم مع الكيان الصهيوني على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية...
فهل أوقفت مسيراتنا "المليونية" قطار التطبيع (TGV ) الذي انطلق منذ زمان وفي غفلة منا...؟!
إن توقيع حزب العدالة والتنمية الظلامي على التطبيع الرسمي هو توقيع جماعي باسم كافة القوى السياسية المتخاذلة، ويعنينا أكثر إدانة توقيع كل من حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية المحسوبين عارا على "اليسار"...
إن النظام القائم يقايض عبر السماح بتنظيم المسيرات بدون إزعاج، مقابل الاستمرار في مسلسل التطبيع بدون إزعاج...
وذلك ما نعيشه على أرض الواقع، مسيراتنا هادئة ولطيفة ومحروسة؛ والنظام في تطبيعه هادئ ولطيف و"حسي مسي"، بل وبالمكشوف في حالات عديدة...!
ما العمل؟
سؤال عميق، وحتى لا نتيه في فوضى الإجابة أو الإجابات ولقطع الطريق على التهم الجاهزة (النقد دون الفعل...)، ندعو إلى التقييم العمومي لأشكال التضامن الحالية، ومن بينها حقيقة المسيرات "المليونية" المخدومة والمحروسة...
إننا نرفع التحدي خدمة للقضية الفلسطينية، علما أن خدمة هذه الأخيرة هي في نفس الآن خدمة لقضية شعبنا؛ كما أن خدمة هذه الأخيرة خدمة أيضا للقضية الفلسطينية...
إننا مقتنعون بأن مناهضة النظام الرجعي القائم والتصدي لمشاريعه هما أكبر خدمة نقدمها للقضية الفلسطينية. ولنفسح المجال إذن للنقاش العمومي الديمقراطي بعيدا عن التجييش وفرض الأمر الواقع، كصور للتعبير عن التواطؤ مع النظام القائم...
إن مواقفنا واضحة بهذا الصدد، وقائمة على حق كافة الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها، ومن بينها الشعب الفلسطيني. وبدل أشكال 'التضامن" المتجاوزة وغير المؤثرة منذ سنوات، لنفتح أبواب الاجتهاد من أجل تطوير أشكال تضامنا وآليات حضورنا النضالي المبدئي، لقطع الطريق على الأطراف السياسية المتاجرة بدون خجل بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القوى الظلامية، وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان...
ولأن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع باتت معقلا للقوى الظلامية، فإنها غير معنية بالدعوة لتقييم أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية. إن دعوتنا موجهة للرفاق والمناضلين والقوى المناضلة التي يهمها حقا خدمة القضية الفلسطينية وأيضا خدمة قضية شعبنا...
لنفتح جبهات التداول النضالي للخروج من الذيلية والهامش. وكلما بصمنا على محطات نضالية فعلية ومتميزة، كلما فتحنا الطريق الثوري، بما في ذلك فضح الأطراف السياسية المتخاذلة والمتواطئة، واعتماد الأشكال النضالية المؤثرة حقا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق