إطلاقُ سراح كافة المعتقلين السياسيين شعارُ المرحلة بامتياز...
أولاً، ننطلق دائماً من اعتبار الاعتقال السياسي قضية طبقية؛
ثانيا، إن المعتقل السياسي المناضل لن يتخلى عن قضيته بمجرد التخلي عنه داخل السجن،
ثالثا، نؤكد أن الاعتقال السياسي لا ولن يتوقف ببلادنا ما دام النظام الحالي قائما.
إن هذا الوضوح السياسي ضروريٌّ ونحن نناضل من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. لأنه يؤطِّر الشعار المرفوع وكذلك المعركة/المعارك التي من المفروض أن نخوضها عاجلا أو آجلا.
لماذا مِلحاحيّة وراهنيّة شعار إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين؟
- أولا، إننا وبمبدئية ثابتة نناضل من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وبدون تمييز كواجب نضالي في إطار خدمة قضية شعبنا في رمتها؛
- ثانيا، إن النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين يرُدّ الاعتبار للمعتقل السياسي وعائلته، ويساهم في ترسيخ اقتناعه بقضيته وارتباطه برفاقه وباقي المناضلين؛
- ثالثا، إن استمرار ورفع وتيرة النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وبالتالي دعم عائلاتهم يحفِّزان المناضلين خارج السجن على مواصلة الانخراط في المعارك النضالية، ويطمئنهم لأنهم لن يُتركوا في غياهيب السجون من طرف رفاقهم والمناضلين. عكس ذلك تماما، فعندما يتابع المناضل واقع المعتقل السياسي منسيّا ومعزولا وعائلته أيضا، فقد يحسب للأمر ألف حساب، وقد ينسحب في أي منعطف، وهو ما نعيشه الآن ببشاعة؛
- رابعا، إن النظام القائم يعتمد القمع وضمنه الاعتقال السياسي والمحاكمات السياسية بهدف عزل المناضلين عن الجماهير الشعبية المضطهدة وتركيعهم وكل المعارضين وترهيبهم؛
- خامسا، إن النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين يفوِّت الكثير من الفرص على النظام القائم الذي يسعى الى تطويع المعتقل السياسي وترويضه بهدف توظيفه فيما بعد، أي خارج السجن.
لا يخفى أن العديد من المعتقلين السياسيين السابقين، وبعد التحاقهم بخندق النظام القائم والتنكر للشهداء ومن بينهم "رفاقهم" السابقين، قد ساهموا في تعميق معاناة الكثير من "رفاقهم" المعتقلين السياسيين السابقين؛ وعلى رأسهم فرسان كذبة "الإنصاف والمصالحة"...
كما لا يخفى أيضا أنه لا أثر لأفواج متتالية من المعتقلين السياسيين السابقين، سواء الى جانب المعتقلين السياسيين الحاليين أو السابقين أو الى جانب بنات وأبناء شعبنا في معاركهم البطولية بمختلف المناطق ببلادنا...
إن بعض المعتقلين السياسيين السابقين مختبئون وراء أسماء مستعارة وحتى بوجه مكشوف يكيلون التهم للمناضلين الصادقين ويقدمون خدمات مجانية حينا وبالمقابل أحيانا أخرى للنظام القائم والقوى السياسية الرجعية...
إننا لا نراهن على انخراط المعتقلين السياسيين السابقين في معارك شعبنا، علما أن من بينهم ورغم مخلفات الاعتقال والتعذيب والتضييق من يواصل المعركة بحماس وشموخ كبيرين خدمة لقضية شعبه. إن الفعل النضالي يهمُّ كافة المناضلين وكافة بنات وأبناء شعبنا، سواء سبق أن اعتقلوا أم لا. إن الاعتقال السياسي ليس وساما للتباهي أو تشريفا، إنه عكس ذلك تكليف ومسؤولية...
ودون تبرير أو البحث عما يشفع لمن التحقوا بمستنقع النظام وجوقته أو لمن "ابتلعته الأرض"، فإن المناضلين من خارج السجن وكذلك القوى السياسية المناضلة لم يقوموا بواجبهم النضالي بما يكفي، سواء الى جانب المعتقلين السياسيين حينه أو الى جانب عائلاتهم، ودون إغفال هنا الإكراهات والصعوبات أمام إنجاز المهام النضالية ومن بينها دعم والتضامن مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم. فالكثير من المعتقلين السياسيين تُرك لحاله منبوذا بدعوى "الاختلاف" أو "الارتداد" وهلُمّ جرّ من التهم الجاهزة، ولنتصور محنة عائلته في هذه الوضعية المفروضة الى جانب إجرام النظام القائم!!
وحتى الآن، يستمر نفس الوضع، حيث ضعف الدعم والتضامن مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وأيضا اعتماد التمييز وتغييب البعد الطبقي للاعتقال السياسي. والخطير أن تساهم في ذلك المنظمات التي تدعي خدمة حقوق الإنسان.
فماذا ننتظر والحال هذه بعد مغادرة المعتقلين السياسيين سجون الذل والعار؟!!
إننا لم نعد نصدق شعار "من قلب السجون ينبع الثوار"...!!
لكن الواجب النضالي وباستحضار شراسة النظام القائم والمطلوب منا في خضم الصراع الطبقي الى جانب العمل والفلاحين الفقراء وفي ظل النضالات التي تعرفها جل المناطق، يفرض علينا مواصلة المعركة بقوة على كافة الواجهات ومن بينها واجهة الاعتقال السياسي وملحاحية وراهنية إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من منطلق ما تمت الإشارة اليه سابقا...
إنها مرحلة الفرز السياسي بامتياز أيضا...
المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا؛
الحرية الفورية لكافة المعتقلين السياسيين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق