الإمبريالية العالمية والصهيونية والرجعية وشلال الحروب والدمار والقتل المُمنهج والتهجير القسري بالشرق الأوسط...
تعمل الحركة الصهيونية كحركة سياسية استعمارية عنصرية توسعية استيطانية وهمجية على القضاء على أصحاب الأرض والحق، أي على السكان الأصليين من الفلسطينيين من خلال قتلهم وتهجير ما تبقى منهم وطردهم ونزع أملاكهم واستبدالهم بالمستوطنين الصهاينة. إنها إبادة جماعية تُرتكب في حق الشعب الفلسطيني والتي تعدُّ ذروة الإجرام الاستعماري والوجه الحقيقي الخبيث للامبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي توفر الغطاء السياسي والاقتصادي والعسكري للكيان الصهيوني في المنطقة خدمة لمصالحها الجيوسياسية بالشرق الأوسط...
ما يحدث بالشرق الأوسط من تقتيل وتهجير قسري للشعب الفلسطيني ودمار شامل للبيئة من طرف الكيان الصهيوني وبتواطؤ مكشوف للأنظمة الرجعية العميلة ما هو إلا خطوة أولى لتنفيذ مخططات الإمبريالية والصهيونية على منطقة الشرق الأوسط في أفق التوسع الجغرافي في لبنان وسوريا و...؛ ولعل تنصيب وتثبيت القوى الظلامية وحمايتها في سوريا على رأس السلطة والتنسيق والعمل المشترك مع الكيان الصهيوني خير ذليل على مدى استراتيجية الكيان الصهيوني في التوسع بالمنطقة...
إن إلحاح الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم الغطاء والدعم المادي والسياسي والعسكري واللوجستيكي إلى الكيان الصهيوني هدفه هو الاستيلاء على المنطقة ككل واستبدال سكانها الأصليين من الفلسطينيين لكون منطقة الشرق الأوسط يوجد بها ثلثا احتياطات العالم من النفط، وتمُرُّ عبره أقصر الطرق المهمّة استراتيجيا التي تربط بين أوربا وآسيا وأفريقيا؛ وأيضا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الامبريالي منطقة الشرق الأوسط رؤوس جسورٍ للوصول إلى اسيا الوسطى وجنوب روسيا بهدف خلق صراعات إثنية قومية دينية في اسيا الوسطى، ولعل تاريخ الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لدليل على همجية الإمبريالية العالمية، هذا التاريخ الأسود الملطخ بدماء كل شعوب العالم، هو تاريخ النهب والسرقة واستنزاف الثروات الطبيعية. وهذا كافٍ لاستخلاص الدروس لمن يراهن عليها، و يتبجح بشعاراتها من مثيل حقوق الإنسان والطبيعة وتثبيت الديمقراطية و...، وكل الأساليب الوهمية الخادعة...
إن مجرد الحديث عن غزة هو الحديث عن كل شبر من أرض فلسطين، إن التركيز على ربط الإبادة الجماعية بغزة صحيح، لكونها المنطقة التي تضررت بشكل كبير ودمّرها الكيان الصهيوني وحلفاؤه بالكامل... وفي هذا السياق، لاتزال فلسطين تشهد إبادة جماعية مُروِعة. ففي الداخل المحتل عام 1948، تستمر جرائم الهدم والتهجير القسري والاغتيالات والجريمة المنظمة؛ وفي الضفة الغربية وصلت الإبادة ذروة غير مسبوقة تمثلت في ترهيب المخيمات، نذكر من بينها جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، زِد على ذلك تعذيب الأسرى إلى حد اغتيالهم داخل السجون، وهي ممارسات استعمارية وحشية...
إن الاحتلال الصهيوني يسعى إلى إعادة تشكيل جغرافيا فلسطين بشكل جذري (جعل غزة منطقة جغرافية غير قابلة للحياة، هذا ما جاء على لسان دونالد ترامب)، وقد يمتد هذا المخطط إلى مخيمات لبنان بشكل أو بآخر وإلى مواقع محددة في جنوب سوريا وجنوب لبنان وفي منطقة الاغوار في فلسطين المحتلة.
وعلى غرار ما حدث عام 1948 (ونحن هنا في هذا المقال لسنا بحاجة لسرد الأحداث والمتغيرات وخاصة منها السياسية بالمنطقة)، عندما قامت الميليشيات الصهيونية بترهيب الفلسطينيين لإجبارهم على الفرار، يعمل الاحتلال على خلق حالة من الذعر والإرهاب النفسي والمادي لإجبار من تبقى من السكان على الفرار إلى المجهول!!! وتشمل هذه الاستراتيجية قطع الانترنيت والكهرباء والأدوية ونهج سياسة التجويع وإعاقة وحصار ما يسمونه المساعدات الإنسانية وقتل الأسرى في سجون الاحتلال والاعتقالات الجماعية والتعذيب والتهجير القسري و...، هذا الإرهاب والاجرام الذي يُرتكب في حق الشعب الفلسطيني تمّ ويتم تنفيذه بتواطؤ مفضوح مع القوى الرجعية العميلة التي باركت وتواطأت واصطفَّت إلى جانب العدو في تدمير شعوب المنطقة بأكملها واحتلال أراضيها والاستيلاء على مواردها الطبيعية من نفط وغاز و...؛ ونخص بالذِّكر العراق وسوريا وليبيا واليمن واللائحة طويلة...
لقد فضحت القضية الفلسطينية مدى تواطؤ وخيانة الأنظمة الرجعية العميلة المطبعة ومدى ازدواجية المعايير التي تتبناها كل دول الرأسمالية الأوربية لصالح الكيان الصهيوني وخدمة مصالح الرأسمال العالمي...
ومن المؤكد أن الصهيونية كانت وما زالت تعتبر نفسها الابن المدلل والبار للامبريالية العالمية، وأن هذه الأخيرة بدورها كانت وما تزال تعتبر الصهيونية بمثابة قاعدة أمامية وأداة عدوانية فعّالة في حروبها ضد حركات التحرر الوطني عبر العالم.
وليس أكثر ما يُؤلم الضحية قسوة الجلاد ووحشيته، بل صمت المتفرجين والمراهنين على الهزيمة...؛ وإن السّاكت عن كل هذا الإجرام والدمار في فلسطين المقاوِمة متواطئ بشكل مكشوف...
إننا كمناضلين جذريين نؤكد من جديد وكما دائما على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى أراضيه المنزوعة التي اقتلع منها وعلى حقه المشروع للتحرر من براثن الاستعمار الوحشي والتمييز العنصري الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بغطاء أمريكي، وعلى أن الطريق الوحيد لمستقبل الإنسانية هو النضال بلا هوادة ضد الأنظمة الرجعية العميلة وضد الصهيونية والامبريالية وكل مخططاتها التي تهدف إلى تقسيم العالم إلى دويلات وكائنات ولوبيات خدمة لمصالحها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق