عيبُنا الكبير اليوم...
لا نخجل ونحن نقيِّم أداءنا النضالي ومحاسبة أنفسنا ورفاقنا من الاعتراف بأخطائنا وحتى بعيوبنا. يقال إن من لا يمارس لا يخطئ؛ لكن ذلك، أي عدم الاشتباك والمواجهة هو الخطأ بعينه. كما أن السكوت عن الأخطاء والعيوب ممارسةٌ انتهازية لا تمتُّ بصلة الى سلوك وممارسة المناضل الثوري، وتساهم في الانحراف عن الخط السديد وبالتالي الانزلاق نحو الحضيض والعشوائية...
ونسجِّل اليوم، كنقد ذاتي يؤطر باستمرار ممارستنا السياسية، أحدَ أخطائنا الذي نعتبره عيباً كبيرا هو شتات وتشتُّت جهود المناضلين الذين يشتغلون خارج دائرة الهيئات السياسية القانونية (الشرعية)؛ حيث يغيب تأثيرهم رغم تضحياتهم المشهودة وحضورهم الميداني الدائم في قلب الأشكال الاحتجاجية والتضامنية مع الجماهير الشعبية الكادحة ومع شعبنا الفلسطيني وباقي الشعوب المضطهدة. ورغم ذلك سنبقى نحضر وندعو الرفاق والمناضلين لمواصلة حضورهم، وبكل ما يستدعيه التحفظ ارتباطا بالجهة أو الجهات المنظمة، لأن ذلك، أي الحضور الميداني يمكننا على الأقل من التواصل والتنسيق في أفق تجاوز الأعطاب والأخطاء والعيوب...
ونلمس أهم تجليات هذا العيب في النقط الأساسية التالية:
1-المشاركة في الأشكال الاحتجاجية والتضامنية كأفراد بدون تأثير أو أثر. والحال هذه يصعب توجيه هذه الأشكال ورفع الشعارات ذات الحمولة الثورية أو المساهمة في التأطير والتنظيم بما يكسر النمطية التي تسيِّدها القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية البيروقراطية...
2-العجز عن الدعوة إلى الأشكال الاحتجاجية كأفراد. علما أن صوت المناضلين في صفوف الإطارات الجماهيرية (النقابات والجمعيات...) محاصر ومعزول. وأي دعوة من طرفهم تُرفض أو تقصى أو يتم تجاهلها...
3-ضعف التنسيق والحضور الإشعاعي المنظم والمنتظم عبر مختلف وسائل الإعلام، ومنها بالخصوص وسائل التواصل الاجتماعي، وبإبداعٍ متجدِّد مواكبٍ لمستجدات المرحلة علميا وتقنيا، خاصة ما يتعلق بتغطية المعارك النضالية وفضح إجرام النظام القائم وحواريه في حق بنات وأبناء شعبنا...
وحتى تشكيل لجن الدعم، خاصة مع العمال والفلاحين الفقراء، يجد المناضلون أنفسهم في الهامش، حيث هيمنة الإطارات السياسية والنقابية والجمعوية. والمؤسف أن جل هذه الإطارات لا تقوم وكذلك ممثلوها بالواجب النضالي الذي تشكلت من أجله لجن الدعم والتضامن. وندرِج هنا كمثالٍ بارزٍ التعاطي الارتجالي والانتهازي مع قضية ومعركة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس. وهذا المثال يكشف عيبنا الكبير الذي أشرنا الى أهم تجلياته. إننا نحضُر الى جانبهم كأفراد وبدون انتظام، لكننا نعجز عن الدعوة الى أشكال نضالية داعمة، وحتى متابعتنا الإعلامية لمعركتهم باهتة...
وهذا العيب وحده كافٍ ليُحفِّز المناضلين الصادقين على رفع التحدي والانخراط بجدية وحماس نضاليين في مهمة بناء التنظيم السياسي المناضل، خاصة وموجة الاحتجاجات التي تعرفها بلادنا في الآونة الأخيرة ودخول القوى السياسية المتخاذلة على الخط من أجل امتطائها وتوظيفها لمآرب سياسية وأخرى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق