صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 3 سبتمبر 2025

 


لننتظِم ونُواكب حرائق الميدان عن قُرب...


ليس مناضلا من لا ينخرط، قولا وفعلا، في حرائق الميدان بوعي وأهداف نضالية دقيقة وواضحة. ونقصد بحرائق الميدان المعارك النضالية بمختلف المناطق، ومن بينها معارك العمال والفلاحين الفقراء...


لا يكفي أن نُنظِّر وأن نُوجِّه "الكلام" يُمنة ويُسرة، دون بوصلة واستيعاب عميق للواقع ومتغيراته المتسارعة...


كما لا يكفي ترديد الشعارات "العاطفية" ولو بحماس...


نعم، لكلِّ المساهمات النضالية أهميتها، بما في ذلك الشعارات ذات الأبعاد والحمولة الكفاحية.


لكن، لابد من العمل على تنزيل تلك الشعارات وإبداع آليات مناسبة للتأثير في الواقع وفي موازين القوى...


فلا يكفي إصدار التعليمات و"الفتاوى" من الأبراج العاجية بالمغرب أو من الخارج. إن كل المناضلين معنيون بالحضور الميداني الى جانب المكتوين بنار الاستغلال والاضطهاد والقمع...


إن حرائق الميدان "تكذبنا" (الميّة تكذِّب الغطاس).


وليُسائل المناضل حقّا نفسه، ماذا قدّم خدمةً لقضية شعبنا؟ فما أحوجنا الى التقييم المستمر والى النقد الذاتي كذلك. ولنكُن مرآة بعضنا البعض من باب المسؤولية والتحفيز النضاليين لمواصلة المسير على درب شهداء شعبنا...


إن التحدي والمصداقية يقومان على مدى مواكبة حركيّة الواقع في صعودها وهبوطها وعلى قوة التأثير فيها، وحتى لا نبقى ذيليين للأحداث أو تائهين وراءها..


ولعل أكبر تحدٍّ يواجه المناضلين الآن هو وضعية عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس. قد تختلف التقديرات في صفوف المناضلين، ونقصد المناضلين الصادقين، لكن ماذا يمنعهم من توحيد الجهود لمواكبة هذه المعركة البطولية عن قرب وبلورة أشكال نضالية ضاغطة من أجل فرض حل منصف وعادل لقضيتهم؟


ليُنصت المناضلون حقا الى بعضهم البعض بشأن معركة عمالية فرضت نفسها على الجميع. فما دام همُّ المناضلين هو خدمة قضية شعبهم، فهذه القضية العادلة تناديهم. وكلّما تقدّم المناضلون في الارتباط النضالي بالواقع كلما كبُرت فُرص التنسيق والعمل المشترك وتوفّرت شروط بناء الذات المناضلة المنظِّمة والمبادرة...


فالعمال لا يهمُّهم الصراعات التي تنخر الجسم المناضل الواحد، ولا حتى الشعارات المرفوعة وحتى الأكثر ثورية منها؛ إن ما يهمُّهم بالدرجة الأولى هو الحضور النضالي الى جانبهم ودعمهم والتعريف بقضيتهم والمساهمة عن قرب في اقتراح الأشكال النضالية للمزيد من الضغط لانتزاع الحقوق والمكتسبات...


وهنا بدون شك، تكمُن مصداقية فضح جرائم النظام القائم والقوى الرجعية وتخاذل باقي القوى السياسية والقيادات النقابية البيروقراطية المتواطئة مع الباطرونا...


وهنا أيضا، أي بالميدان، فليتنافس المناضلون...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.