صفحتنا على الفيسبوك

الجمعة، 17 أكتوبر 2025

الرئيسية ذكرى ثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية بروسيا...

ذكرى ثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية بروسيا...

 


ذكرى ثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية بروسيا...


-الماضي والحاضر والمستقبل-




كلُّ ثورات الشعوب المضطهدة تضحياتٌ ودروس، سواءً الناجحة أو المُجهضة، وفي الماضي والحاضر. فلم يشهد التاريخ ثورةً أو حتى انتفاضة بدون ثمنٍ باهض، أي ثورة سلمية، وإنه واهمٌ أو يُسوِّق الوهم من يدّعي غير ذلك. إن الصراع الطبقي لا تخوضه الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتها الطبقة العاملة بالقُفّازات الحريرية أو بالقُصاصات والتدوينات الرنانة عبر الأثير أو من خلال المتن الافتراضي أو حتى العناقات بالشارع العام. ويكفي استحضار الانتفاضات الشعبية ببلادنا منذ الخمسينيات من القرن الماضي والى الآن مع جريمة القتل البشع والمتعمد لثلاثة شبان في ريعان شبابهم بأيت عميرة.


إننا نخلد ذكرى الثورة الاشتراكية العظيمة، ثورة أكتوبر 1917 بروسيا، وأجمل تخليد هو استلهام دروسها القيمة والانخراط على هُداها في معارك بنات وأبناء شعبنا. ويهمُّنا اليوم الوقوف عند درسين جوهريين:


-         الدرس الأول: إن نجاح ثورة أكتوبر الاشتراكية سنة 1917 بروسيا كان نتيجة لتضحيات العمال بالدرجة الأولى وبمختلف مناطق روسيا ومختلف المجالات الإنتاجية؛


-         الدرس الثاني: قيادة الثورة من طرف حزب ثوري، حزب البلاشفة. لقد صرح لينين بما يفيد أن ثورة 1917 مدينة لثورة 1905 (لولا ثورة 1905 لما كانت ثورة 1917). ونضيف لولا قيادة حزب ثوري لما نجحت، أولا الثورة البورجوازية التي انطلقت في فبراير 1917، وثانيا الثورة الاشتراكية في اكتوبر 1917.


لا نريد أن نغرق في الماضي أو قيود الماضي؛ لكن هذا الأخير، أي الماضي، خلفيةٌ صلبة لصنع الحاضر والمستقبل. وتتمثل قوتنا اليوم ليس في الترديد الببّغائي للماضي، أي تقديس الماضي، بل في استيعاب انسجامه وأسلحة الحاضر ومقومات الحاضر من أجل الانتصار في المستقبل...


وما يجري الآن في السر والعلن لن يخدم بالقوة المطلوبة قضية شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة مادام مفتوحا على المجهول وعن "سبق الإصرار". وعموما، كل من يعتمد الغموض والرهان على "الفرسان" الميِّتة، فقد ابتعد عن طريق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. والمطلوب منّا بإلحاح ليس فقط التصوير الميكانيكي للواقع، بل فهمه والفعل والتأثير فيه...


وإذا استحضرنا باختصار أهم درسين من دروس الثورة الاشتراكية العظيمة بروسيا، فهناك دروس أخرى لا تقلُّ أهمية، بل تعزِّز مسار وسيرورة ثورات الشعوب المضطهدة. ونقصد الجريمة التاريخية في حق شعب الشيلي في أكتوبر 1973. وإننا أمام هذه الذكرى الأليمة التي أطاحت بالنظام القائم حينذاك بالشيلي والرئيس سلفادور ألندي من طرف الجيش بقيادة المجرم اوغستو بينوشيه وبدعم امبريالي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. ونعرف حصيلة الإجرام الذي طال شعب الشيلي، من اغتيال الرئيس ألندي وكل الرموز التقدمية في مختلف المجالات السياسية والفنية وغيرها، ونذكر اغتيال كل من الشاعر بابلو نيرودا (بدعوى التسمم) والفنان فيكتور خارا (الإصابة بعيار ناري). وقد كان كافيا ضرب حصار على تصدير أهم منتوج بالشيلي، أي النحاس، لاستنزاف اقتصاد البلد وبالتالي تأليب الجيش للإطاحة بنظام انبثق عن صناديق الاقتراع باسم البورجوازية الوطنية (الديمقراطية البورجوازية). ولمن له ذاكرة، ما هي حصيلة تجربة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة عبد الرحمان اليوسفي (التناوب التوافقي)؟ ومن يتهرّب من تقييم تجربة سياسية معينة يعتبر متورطا في إفشالها وإجهاضها...


إن الدرس المستخلص من هذه التجربة المتميِّزة، تجربة الشيلي سنة 1973 (1970/1973)، في تاريخ الشعوب المضطهدة هو أن الوصول الى السلطة "المؤقت" عبر اللعبة الديمقراطية المزيّفة (الإصلاح من الداخل) لا يصنع الثورة أو القطع مع الماضي تحت مُسمّيات "العدالة الانتقالية" أو "الإنصاف والمصالحة" وغير ذلك من الشعارات المبتذلة الخادعة. ونردِّد بحسرة أن الرهان على "الموتى" التي "شبعت موتا/ريعا"، أحزابا سياسية متخاذلة أو أسماء/"رموزا" بورجوازية، فكرا وممارسة، يكشف خلفية وسقف أي مبادرة ماكرة تسير في هذا المنحى، ورغم كل مسمياتها المنمَّقة. ويكمن الخلل بالضبط في تسويق إمكانية التغيير (وأي تغيير؟!!) في ظل النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي رغم جرائمه الثابتة في حق بنات وأبناء شعبنا بالأمس واليوم (الشهداء والمعتقلون السياسيون والمنفيون ومجهولو المصير والمشردون...)، بالإضافة الى المحاكمات الصورية الآن والأحكام القاسية بمختلف المناطق. ومن يتجاهل هذه الحقائق المُرّة ويغيِّب جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، فأنه يكذب وينفذ أجندات أعداء الشعب...


وليس غريبا أن نختار نحن في تيار البديل الجذري المغربي (CARAM) طريق البلاشفة ورفع التحدي بروح قتالية متجدِّدة، أي طريق العمال، طريق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي. ومن يرتمي في أحضان البورجوازية بكل ألوانها فقد انحاز الى الشر، أي الرجعية وحلفائها الامبريالية والصهيونية...


عاش لينين، أحد قادة الثورة الاشتراكية بروسيا سنة 1917، شامخا ورمزا حيّا دائما؛


والخزيُ للمجرم بينوشيه وبيادقه الذين غرقوا جميعا في بحارٍ من دمِ بنات وأبناء شعب الشيلي العظيم؛


والذّل لكافة أعداء الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتهم الرجعية والصهيونية والامبريالية؛


وإنها لثورة حتى النصر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.