القضية الفلسطينية ليست للبيع...
تسويق الوهم أو عندما تصير الهزيمة انتصاراً...!!!
قولُ الحقيقة ليس بطولةً ولا ضعفا، إن قول الحقيقة للشعب احترامٌ لهذا الأخير وللذات والتزامٌ أيضا بمواصلة المعركة. والخطير هو تسويق الوهم من خلال تقديم الهزيمة في حُلة جميلة وادعاء الانتصار والترويج لبنود وفصول فضفاضة لن تصمد أمام مكر وجرائم الآلة الصهيونية المدعومة من طرف الغطرسة الامبريالية، وخاصة الأمريكية.
لقد عانى الشعب الفلسطيني إجرام الكيان الصهيوني الذي لم يتوقف يوما، كما عانى تواطؤ الأنظمة الرجعية ودعم الامبريالية المتواصل. وكما راكم الانتصارات والتضحيات الخالدة، راكم أيضا الخيبات تلو الخيبات. وقبول حركة حماس للاتفاق الأخير بشرم الشيخ تحت أجنحة الأنظمة الرجعية الدموية طعنة أخرى في الجسد الفلسطيني المنهك بطعنات الغدر والخيانة.
إن الأمر لا يتوقف فقط عند قبول الهزيمة، بل يتم تسويق هذه الأخيرة كإنجاز كبير؛ زد على ذلك "تثمين جهود" العراب الأمريكي ترامب كمنقذ الى جانب الأنظمة الرجعية القائمة بمصر وتركيا وقطر، هذه الأنظمة المتورطة في الجرائم التي قصمت ظهر الشعب الفلسطيني. إنها بحق مرحلة الإبادة والعربدة في حق الشعوب المضطهدة ومن بينها الشعب الفلسطيني...
إن الاتفاق الأخير يعتبر انتكاسة أخرى في مسار القضية الفلسطينية ويدشن نفس المسار الخياني لحركة فتح بقيادة محمود عباس. إنه مسار سيفتح أبواب التطبيع على مصراعيها ويزكي كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. إنه تبييض لسِجلٍّ دمويٍّ للامبريالية والصهيونية والرجعية، وسيؤدي الشعب الفلسطيني ثمنه غاليا. إن عقودا من المقاومة والكفاح الفلسطينيين تُباع بمزاد الرجعية والصهيونية والامبريالية. وستبقى هذه المحطة المؤلمة في تاريخ الشعب الفلسطيني وصمة عارٍ سوداء على جبين القوى الظلامية وباقي القوى المتخاذلة التي وضعت يدها في يد أعداء القضية الفلسطينية، قتلا واجتثاثا للمقاومة والصمود...
إن الاختباء وراء كوننا بعيدين عن الحرائق، أي عن الساحة الفلسطينية المشتعلة، لا يبرر السكوت عن المأساة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، خاصة بسوريا ولبنان. وإذا اصطفت فصائلٌ فلسطينية الى جانب حركة حماس وقبلت باتفاق العار، فلا يعني أننا سنقبل به حتى لا نُتّهم بكوننا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. وإنه شرف أن تُوجّه لنا هذه التهمة كترجمة فعلية لشعار القضية الفلسطينية قضية وطنية، مع العلم أن هناك أصوات فلسطينية قد ندّدت بالاتفاق، ومن بينها الحزب الشيوعي الفلسطيني...
لنستحضر ونقرأ تجارب الشعوب بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، سواء التجارب الناجحة أو الأخرى الفاشلة، ولنستنبط منها الدروس القيمة...
كفى من مراكمة الفشل، بل كفى من مراكمة الخيانات..
النصر للقضية الفلسطينية ولكافة القضايا العادلة للشعوب المضطهدة، ومن بينها قضية شعبنا المغربي المكافح...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق