صفحتنا على الفيسبوك

الجمعة، 12 ديسمبر 2025

الرئيسية من فاجعة القليعة وما قبلها الى فاجعة فاس وما بعدها...

من فاجعة القليعة وما قبلها الى فاجعة فاس وما بعدها...

 


من فاجعة القليعة وما قبلها الى فاجعة فاس وما بعدها...


إنها فواجعٌ لا تنتهي... قد تختلف أساليب القتل من فاجعة الى أخرى، إلا أن القتل واحدٌ؛ سواء كان سريعاً أو بطيئاً... إنه القتل المُمنهج من القليعة إلى فاس... إن ذاكرة شعبنا أقوى من مكر وخداع المتورطين في صنع مآسينا. فكيف ننسى الشهيدة سعيدة المنبهي (11 دجنبر 1977) وشهداء الانتفاضة الشعبية بفاس ليوم 14 دجنبر 1990 والمعتقلين السياسيين...؟ 

لقد صار مألوفاً أن تُزهق أرواح الأبرياء ببلادنا. وليس ذلك فقط، بل أن تُرتكب تلك الجرائم دون حسيبٍ أو رقيبٍ أو عقاب!!!

إن الكارثة التي حلّت ببنات وأبناء شعبنا بفاس ليست جديدة، والخطير أنها قد تتكرر بأي منطقة من مناطق بلادنا (البنايات العتيقة والبنايات "الجديدة" المغشوشة...)، مادامت مافيا العقار مستمرة ومن يحميها في صنع القنابل الموقوتة والاستخفاف بحياتنا ومصيرنا؛ علما أن هذه الكوارث لا تقع بالأحياء المُسماة راقية، هذه الأخيرة التي تتوفر بها كل وسائل الراحة والترفيه والبذخ، وتُقدَّم كواجهة تسويقية "لأحسن بلد في العالم"...

بدون شك، سيتم إلقاء اللوم وإلصاق تهمة "عدم احترام القوانين والضوابط" على الضحايا، لتتم التغطية بسرعة عن الجريمة بواسطة الإعلام المملوك، وسيجعلون الأعين متجهةً نحو الحدث "المهم والأهم"، أي كأس إفريقيا وقبله كأس العرب وبعده كأس العالم. إنهم "يحاربون" ما يسمى ب"دور الصفيح" بدور/عمارات الموت...

وكما تشرّد ضحايا زلزال الحوز وضحايا الباطرونا والمافيا النقابية بمكناس، سيتشرد ضحايا مافيا العقار بفاس. ولمكر الصدف أن تتزامن الفاجعة مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يتغنى خلاله النظام القائم وحواريه بالإنجازات التنموية الوهمية والشعارات الرنانة الخادعة...

إنها عناوين بليغة تؤكد مأساوية الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تنضاف الى معاناة العمال الزراعيين، خاصة ووسائل النقل المهترئة التي تحصد الأرواح بتواطؤ وتحت أعين من يدعون "حماية" المواطنين...

إنها مآسي تُسائل كل المتدخلين بالمجال، مباشرين وغير مباشرين، الذين ينعمون بكل الامتيازات من ريع ونهب واستغلال في ظل النظام القائم المسؤول الأول عن معاناة شعبنا. ولا يمكن السكوت أيضا عن مسؤوليتنا جميعا، وبالخصوص الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات البعيدة كل البعد عن الهموم اليومية للجماهير الشعبية المسحوقة، وخاصة العمال والفلاحين الفقراء والمشردين...

وإثر هذه الفاجعة المؤلمة، نقدم تعازينا الحارة للعائلات المكلومة ونسجل إدانتنا الصارخة للمافيا المحمية المتحكمة في مجال العقار بدون رقابة. كما ندين أساليب التضليل والاستخفاف المستمر بحياة بنات وأبناء شعبنا وبمصيرهم.

وإن الواجب النضالي يفرض مواكبة معارك بنات وأبناء شعبنا وفضح الجرائم التي تستهدفهم. فانشغالنا بالصراعات الهامشية الفوقية يخدم أعداءنا ويسيء الى قضية شعبنا. لنقترب من الواقع المعيش ولننخرط في حرائق الميدان، وتلك مرآتنا التي تعكس صدقنا وتبرز قوتنا ومدى استعدادنا للتضحية على درب الشهداء...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.