الشهيدة سعيدة المنبهي: موقفٌ وتضحيةٌ وشموخ...
اعتُقلت الرفيقة المناضلة سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976، وعانت بدورها إجرام القوى القمعية بدرب م. الشريف. خاضت الى جانب رفاقها المعتقلين السياسيين إضرابا بطوليا عن الطعام، فاستشهدت بمستشفى ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء في 11 دجنبر 1977. ناضلت الشهيدة سعيدة بقلمها المبدع وصوتها الهادئ ودمها الزكي منذ فترة الدراسة بثانوية أبي العباس السبتي بمراكش، فكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (شعبة الإنجليزية) إلى العمل أستاذة (اللغة الفرنسية) بإعدادية الخوارزمي بالرباط ومناضلة نقابية بالاتحاد المغربي للشغل فترة عملها كأستاذة؛ علما أن انخراطها في العمل السياسي، كتلميذة وطالبة (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب) ومن خلال منظمة إلى الأمام والحركة الماركسية اللينينية المغربية، لم يتوقف خارج السجن وداخله حتى استشهادها. وكشهيدة ماركسية لينينية، فإنها خالدة في قلوبنا وفي ذاكرة شعبنا؛ ونعتبرها نبراسنا وبوصلتنا كلما اشتد القمع وخيم الظلام وتفاقمت العزلة والارتداد...
ربطت الشهيدة سعيدة مصيرها بواقع ومستقبل الطبقة العاملة كمناضلة شيوعية ورمز للمرأة المغربية المناضلة والأممية. واقتنعت أن تحررها وكل النساء مرتبط بتحرر الرجل أيضا؛ وأن تحرُّرهما معاً مرتبطٌ بتحرُّر المجتمع عبر الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية...
إننا إذ نخلد ذكرى استشهادها الثامنة والأربعين (48)، نحيي وننحني أمام تضحيتها الخالدة وتجربتها النضالية المتميزة ونعاهدها وباقي شهيدات وشهداء شعبنا على مواصلة درب الثورة المغربية مهما قد يكلف ذلك من تضحيات. واستشهادها وتخليدنا لذكرى استشهادها في أجواء "الاحتفال" باليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 دجنبر) يفضحان إجرام وشعارات النظام القائم الزائفة ومناورات القوى الرجعية وضمنها القوى الظلامية والشوفينية، ويكشفان تواطؤ منظمة الأمم المتحدة كيد باطشة لتصريف المخططات الامبريالية والصهيونية والرجعية. فأي حقوق الإنسان، وأي يوم عالمي لحقوق الإنسان والشعوب المضطهدة تُباد ببشاعة ليلَ نهار، ومن بينها الشعب الفلسطيني المكافح؟!!!
وإننا ندعو بالمناسبة الى مواصلة النضال من أجل كشف الحقيقة بشأن العديد من المختطفين ومجهولي المصير، بما في ذلك قبور الشهداء المهدي بنبركة وعبد اللطيف زروال والمعطي بوملي، ونعتبر صمت المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وعدم اتخاذ المبادرات النضالية التي من شأنها وضع قضية كافة المختطفين ومجهولي المصير وضحايا القمع السياسي عموما على الواجهة، قتلا "رمزيا" أو ثانيا للضحايا وعائلاتهم...
لقد كانت الأيام الدولية، ومن بينها اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مناسبات قوية للتضامن مع المعتقلين السياسيين وفضح أشكال القمع المسلط على بناتنا وأبنائنا، من عمال وفلاحين فقراء وكادحين عموما، وإبداع آليات الفعل النضالي المؤثر على مجرى الصراع الطبقي ببلادنا، إلا أنها صارت اليوم مناسبات باردة تكرِّس الانبطاح والخضوع والتعايش مع الواقع المُذلّ المرفوض؛ فحتى الوقفات والمسيرات باتت "مسرحيات" لامتصاص الغضب وللتوثيق (التكنولوجي العالي الجودة) بغرض التداول واستعراض العضلات، خاصة من قبل القوى الظلامية باسم (وزورا) مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهي المتورطة من رأسها حتى أخمص قدميها في الابتهاج والفرح لاكتساح التراب السوري من قبل العصابات الظلامية المتصهينة العميلة للرجعية والصهيونية والامبريالية، وفي اغتيال الشهداء عمر بنجلون والمعطي بوملي ومحمد أيت الجيد. والمفارقة "العجيبة" أن تجدها جنبا الى جنب قوى "اليسار"، وخاصة في صفوف الجبهة المغربية ل"دعم فلسطين ومناهضة التطبيع"!!!
وأمام استمرار التردي الراهن حيث القمع والاضطهاد والاستغلال الطبقيين، بل وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ونهب خيرات شعبنا برّا وبحراً وجوّا وانبطاح جُل القوى السياسية وتخاذل القيادات النقابية والجمعوية، فإن الانتماء الى الشهيدة سعيدة المنبهي كرصيد وإرث نضاليين يفرض معانقة والاسترشاد بمرجعيتها الماركسية اللينينية وخدمة طموحاتها وأهدافها عبر ترجمة مواقفها الثورية من النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي والقوى الرجعية وضمنها القوى الظلامية والشوفينية وكذلك القوى "الإصلاحية"، خاصة المُزكيّة للمؤسسات الرجعية (البرلمان، الجماعات...)، وتطوير تجربتها النضالية، تجربة منظمة الى الأمام في إطار الحركة الماركسية اللينينية المغربية...
ولا يسعنا ونحن نخلِّد بفخر ذكرى عزيزة، ذكرى استشهاد رفيقتنا الشهيدة سعيدة المنبهي إلا أن نستنكر اعتقال مجموعة من أفراد عائلات شهداء القليعة (03) بالرباط عشية اليوم العالمي لحقوق الإنسان (09 دجنبر 2025)، ومن بينهم والد الشهيد محمد الرحالي ووالدته وشقيقته وابيلة عبد الكبير والد الشهيد عبد الصمد ابيلة وشقيق الشهيد عبد الحكيم الدريفي ووالدته صباح؛ وأن نسجل تضامننا مع العائلات وتشبثنا بكشف الحقيقة كاملة بخصوص قتل أبنائهم بدم بارد وبعدم الإفلات من العقاب...
ولا يفوتنا أن نؤكد تضامننا الثابت مع عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس في محنتهم المتواصلة ومع عاملات وعمال ناماتيكس (NAMATEX) ومعاناتهم بطنجة، وأن ندعو كافة الرفاق والمناضلين لدعم معارك العاملات والعمال بمكناس وطنجة وبكل مناطق بلادنا وفضح تواطؤ القيادات النقابية البيروقراطية مع الباطرونا وسكوتها عن الإجرام الذي يطال العاملات والعمال...
المجد والخلود لرفيقتنا الشهيدة سعيدة المنبهي وكافة شهداء شعبنا؛
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين؛
النصر لقضية شعبنا...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق