بم نبدأ؟
في رأينا إن تأسيس جريدة سياسية لعامة روسيا يجب أن يكون نقطة الانطلاق للنشاط، الخطوة العملية الأولى لإنشاء التنظيم المنشود، وأخيرا الخيط الأساسي الذي يمكننا، بالتمسك به، أن يطور هذا التنظيم ونعمقه ونوسعه باستمرار، نحن في حاجة في المقام الأول الى جريدة "نافذة إعلامية" أو منبر إعلامي، فبدونها يستحيل القيام بدأب وانتظام بالدعاية والتحريض المبدئيين والشاملين، الأمر الذي يشكل المهمة الدائمة والرئيسية التي تجابه الاشتراكية الديمقراطية على العموم ويشكل مهمة حيوية جدا في الظرف الراهن، إذ أثير الاهتمام بالسياسة وبمسائل الاشتراكية بين أوسع فئات السكان. والآن يقتضي الحال إكمال التحريض المبعثر بالتأثير الشخصي، بالمناشير، بالكراريس وخلافها، مما تتيحه الثورة المعلوماتية الحالية، بذلك التحريض المعمم والمنتظم الذي لا يمكن القيام به إلا بواسطة "الإصدارات" الدورية الشاملة.
ولن يكون على الأرجح من باب المبالغة القول إن درجة تواتر وانتظام النشر يمكن أن تكون أدق مقياس لمعرفة الى أي حد من الجد والمتانة نظمنا هذا الفرع من نشاطنا، فإذا لم نستطع وطالما لم نستطع أن نوحد تأثيرنا في الواقع "وسط الشعب وضد الأعداء" بواسطة كلمتنا، فإنه ستكون من باب الخيال فكرة توحيد وسائل أخرى للتأثير أشد تعقيدا، لكنها بالمقابل أقوى مفعولا.
إن حركتنا سواء على الصعيد الفكري أم على الصعيد العملي التنظيمي تشكو، أكثر ما تشكو من التشتت.
إن الاشتراكيين الديمقراطيين غارقون كليا تقريبا في لجنة العمل المحلي الصرف الذي يضيق على السواء أفقهم الفكري ومجال نشاطهم، وقدرتهم على النشاط السري واستعدادهم له...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق