"ونحن نسأل الآن أي شيء جديد قدمه لهذه النظرية "مجددو"ها الصخابون الذين أثاروا في زمننا هذه الضجة الشديدة؟ لاشيء أبدا، فإنهم لم يدفعوا هذا العلم الذي أوصانا ماركس وانجلز بتطويره أي خطوة الى الأمام، ولم يعلموا البروليتاريا أي أساليب جديدة للنضال. إنما تقهقروا فقط مقتبسين مقتطفات من نظريات ماخرة ومروجين بين صفوف البروليتاريا، لا نظرية النضال، بل نظرية التنازل أمام أعداء البروليتاريا الألداء، أمام الحكومات والأحزاب البورجوازية التي لا تكل في البحث عن وسائل جديدة لمطاردة الاشتراكيين".
"نحن نعرف أن سيلا من الاتهامات سينصب علينا بسبب من هذه الأقوال، سيرفعون عقيرتهم بالصياح قائلين بأننا نريد تحويل الحزب الى طائفة من الارثودكس. ونحن نعرف جميع هذه التعابير اللاذعة، ولكنها لا تنطوي على أي ذرة من الحقيقة وعلى أية ذرة من المعنى. فلا يمكن أن يقوم حزب اشتراكي صلب إذا لم تكن ثمة نظرية ثورية توحد جميع الاشتراكيين ويستمدون منها جميع معتقداتهم ويطبقونها في أساليب نضالهم وطرائق نشاطهم، وإذا ما دافعنا على هذه النظرية التي نعتبرها صحيحة في أعمق اعتقادنا دون التهجمات الباطلة ودون محاولات تشويهها فهذا لا يعني البتة أعداء كل انتقاد، فنحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به، بل إننا مقتنعون على أنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لذلك العلم الذي يجب على الاشتراكيين أن يدفعوه الى الأبعد في جميع الاتجاهات إذا شاؤوا ألا يتاخروا عن موكب الحياة"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق