صفحتنا على الفيسبوك

الأربعاء، 5 فبراير 2025

الرئيسية عندما يحمل الإضراب العام الاسم فقط، أو عندما يتم إفراغه من محتواه

عندما يحمل الإضراب العام الاسم فقط، أو عندما يتم إفراغه من محتواه

 


عندما يحمل الإضراب العام الاسم فقط، أو عندما يتم إفراغه من محتواه

مع تفاقم الأوضاع المعيشية ببلادنا؛ وما نتج عن ذلك من أزمات مست بشكل كلي الجماهير المسحوقة وجل الفئات الهشة من المجتمع وفي مقدمتها الطبقة العاملة، حيث تتعمق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية؛ يشتد الخناق على المواطن الذي أصبح يواجه صعوبة كبيرة في تحصيل قوته اليومي، حيث استمرار موجة الغلاء وتدهور القدرة الشرائية لأوسع الجماهير الشعبية واتساع دائرة التفقير والتهميش الممنهجين و...، مما زاد في نسبة البطالة المرتفعة وتدهور الخدمات الإجتماعية (الصحة والتعليم والسكن والشغل...)، هذا الهجوم الممنهج من طرف النظام الرجعي القائم لم يكن بمحل الصدفة، بل قام بفرض سياسة الاحتواء والطاعة والخضوع والولاء وبالتالي توفير أرضية تتماشى ومخططاته الطبقية، ليتم تمريرها بشكل سلس و توافقي وغير خاضع حتى للسؤال. هكذا نجح النظام الرجعي في ضم جل الأصوات/القوى السياسية والنقابية إلى التموقع في اللعبة السياسية وبالتالي دخولها/ قبولها/انخراطها في جل مخططاته الطبقية ضدا على مصالح أبناء الشعب المقهور، بل أصبح البعض منها بوقا ويدا يمنى لتمريرها. وفي هذا السياق لم يكتف النظام الرجعي بفرض سياسة الاحتواء والطاعة، بل واصل هجومه ونهجه القمعي المتجسد أساسا في الاعتقالات التي عانت منها ولا زالت تعيشها أعداد كبيرة من العمال ومناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى جانب مناضلي الجمعية الوطنية للمعطلين وكل الأصوات الرافضة لهذه المخططات، زد على ذلك إفراغ الفعل النقابي من مضمونه الكفاحي، حيث العصى والطرد و تلفيق التهم لكل عامل يرفض الخضوع والطاعة للخط البيروقراطي من داخل النقابات لتلقى الطبقة العاملة مصيرها وجها لوجه أمام المخططات والمؤامرات التي تحاك ضدها. وهنا نستحضر للدقة أكثر تجارب عمال المناجم حيث بمجرد التفكير في تأسيس مكتب نقابي للدفاع عن حقوقهم المهضومة يكون مصيرهم الطرد، وعمال النظافة ، و... واللائحة طويلة وعلى رأسها عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس الذين طالتهم كل هاته الضربات القاسية. فمن الطرد التعسفي الذي استهدفهم من طرف رب المعمل والذين استغلوا فيه (بضم الالف) لأكثر من ثلاثين سنة ومن بينهم من تجاوز الأربعين سنة، إلى المتاجرة بقضيتهم من طرف القيادة البيوقراطية للنقابة(كدش) التي ناضلوا في صفوفها وتحت غطائها لأكثر من ثلاثين سنة. وما يزيد من خطورة هذه القضية هو تحول القيادة البيروقراطية للنقابة إلى بوق ويد يمنى للباطرونا، حيث تم متابعة المكتب المحلي لعمال وعاملات سيكوم سيكوميك بمكناس في محاكم النظام الرجعي بتهم فارغة.  

إن معركة عمال وعاملات سيكوم سيكوميك بمكناس نموذج حي لكل المؤامرات التي تعيشها الطبقة العاملة في المرحلة الراهنة. فمن هجوم الباطرونا إلى المتاجرة بقضيتهم من طرف البيروقراطية النقابية إلى التضامن المحتشم الذي عبر عنه مناضلون، لتبقى هذه المعركة صامدة لوحدها،  

معركة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس نستحيي أن نكتب عليها، فهي معركة الكرامة وهي مرآة لحجم المناضلين في الميدان.

لقد فاقت الستة أشهر من الاعتصام المفتوح في الشارع العام، وأكثر من أربع سنوات من التشريد، ولازالت عزيمة العاملات قوية من أجل مواصلة المعركة حتى انتزاع حقوقهم المسلوبة والمشروعة.  

الإعلان عن الإضراب العام من طرف المركزيات النقابية ما هو إلا مناورة حفاظا على ماء الوجه، في الوقت الذي أبانت القيادات البيرقراطية عن تموقعها إلى جانب الباطرونا حفاظا على السلم الاجتماعي والتشاركية و..، وبالتالي فهذا الإضراب العام هدفه هو امتصاص الغضب العمالي والشعبي في حدود آمنة بالنسبة للنظام الرجعي، وهم يطرحونه من أجل تدعيم وتعزيز موقعهم لا أقل ولا أكثر.

ولتتواصل معارك العمال والفلاحين الفقراء وعموم بنات وأبناء شعبنا حتى النصر الأكيد.

إننا حاضرون وفاعلون في عمق الأشكال النضالية التي تحضرها الجماهير الشعبية..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.