مقتطف معبر من كتاب "ما العمل؟" للرفيق لينين
في ظل غياب البديل الثوري المسلح بالايديولوجيا الاشتراكية لابد من التذكير ببعض الدروس/الإشارات العميقة، كما ورد في كتاب "ما العمل؟" للرفيق لينين:
"ولما كان من غير الممكن حتى أن تكون ثمة ايديولوجيا مستقلة تصنعها جماهير العمال نفسها في مجرى حركتها موضع بحث، فلا يمكن أن تطرح المسألة إلا بالشكل التالي إما ايديولوجيا بورجوازية وإما ايديولوجيا اشتراكية. وليس ثمة وسط بينهما، أضف الى ذلك في مجتمع تمزقه التناقضات لا يمكن أن توجد على الإطلاق أي ايديولوجيا خارج الطبقات أو فوق الطبقات؛ ولذلك فكل انتقاص من الاديولوجيا الاشتراكية وكل ابتعاد عنها هو في حد ذاته بمثابة تمكين للاديولوجيا البورجوازية وتوطيد لها. ويتحدثون عن العفوية، ولكن التطور العفوي لحركة العمال يسير على وجه الدقة في اتجاه إخضاعها للاديولوجيا البورجوازية، لان الحركة العمالية العفوية هي التريديونية، وما التريديونية غير إخضاع العمال فكريا للبورجوازية. ولذا فإن واجبنا واجب الاشتراكية الديمقراطية، هو النضال ضد العفوية، هو النضال من أجل صرف حركة العمال عن نزوع التريديونية العفوي الى كنف البورجوازية وجذبها الى كنف الاشتراكية الديمقراطية الثورية...
(...) وقد يتساءل القارىء لماذا إذن كانت الحركة العفوية، حركة الاتجاه نحو أهون السبل تؤدي على وجه الدقة الى سيطرة الايديولوجيا البورجوازية؟ ذلك لمجرد كون الاديولوجيا البورجوازية من حيث منشئها أقدم من الايديولوجيا الاشتراكية، وكلما كانت الحركة الاشتراكية حديثة في بلد من البلدان كلما ينبغي أن يشتد تبعا لذلك النضال ضد جميع المحاولات لتوطيد الايديولوجيا غير الاشتراكية، كلما ينبغي أن يشتد الحزم في تحذير العمال من نصحاء السوء الذين يصرخون ضد"المغالاة في تقدير أهمية عنصر الوعي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق