الذكرى 46 لاستشهاد المناضل محمد كرينة، شهيد القضيتين...
محمد كرينة مناضل مغربي ناضل في صفوف الشبيبة الاتحادية (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، وعانق القضية الفلسطينية من منطلق كونها قضية وطنية. استشهد يوم 24 أبريل 1979، بعد أن تعرض للاعتقال والتعذيب الوحشي في مخافر القوى القمعية بمدينة الدار البيضاء وقبل أن ينقل الى مدينة اكادير، وذلك إثر محطة نضالية تلاميذية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تخليدا لذكرى يوم الأرض 30 آذار 1976؛ إنه شهيد قضيتي الشعبين المغربي والفلسطيني...
لقد ناضل الشهيد محمد كرينة في صفوف العمال بانزا (اكادير) وقدم حياته لتحيا فلسطين...
واليوم، انحدر الحزب (الاتحاد الاشتراكي) الذي ناضل الشهيد في صفوفه الى القاع المتسخ؛ فمن المساهمة البئيسة في تنزيل وتمرير المخططات الطبقية للنظام القائم منذ ما سمي ب"التناوب الديمقراطي" (التوافقي) الى مباركة التطبيع مع الكيان الصهيوني...
إن الشهيد محمد كرينة بريء من حزب صار رجعيا بكل المقاييس، بل متصهينا. ومن ينسب الشهيد اليوم الى هذه "الجثة" النتنه، فإنه لا يسيء اليه فقط، بل يقتله للمرة الثانية أو للمرة الألف...
إن الشهيد محمد كرينة أكبر من أن يربط اسمه الطاهر باسم حزب نجس، ونفس الشيء بالنسبة للشهيد عمر بنجلون...
وندين في أجواء الذكرى 46 لاستشهاد المناضل التقدمي محمد كرينة كل الأحزاب الرجعية (الظلامية والشوفينية...) وكذلك القيادات النقابية والجمعوية المطبعة مع الكيان الصهيوني الى جانب النظام القائم...
إن الشهيد محمد كرينة قد مارس الربط الجدلي لنضاله من أجل قضية شعبه بنضاله من أجل القضية الفلسطينية، وهو ما يتم تغييبه اليوم ببشاعة. لقد عشنا الوقفات والمسيرات (المليونية!!)، لكنها وبفعل "فاعلين مجتهدين" بعيدة كل البعد عن إثارة مأساوية أوضاع شعبنا الاقتصادية والاجتماعية!!
وحتى إذا كان الربط قد يفهم حسب "الفاعلين المجتهدين" تشويشا على القضية الفلسطينية او امتطاء/توظيفا لها، فلم يقوموا بأي مبادرة تخص قضية شعبنا وبنفس "حماس"!! وما قد يخفى، ودائما بفعل "فاعل"، هو امتلاك رؤوس الجماعات الظلامية من الامكانيات المادية ما قد يصدم "الرفاق" الذين ينسقون معها، تماما كما رموز القيادات النقابية البيروقراطية التي تضاهي ثروتها ثروات الباطرونا. ولا يخفى أيضا أن هناك من يتملقها طمعا في فتاتها (اللوجيستيك والتنقل والتغذية وصور/فيديوهات الواجهة...)!!
ومن بين ما يثير علامات المكر هو السكوت عن تضحيات بنات وأبناء شعبنا الى جانب الشعب الفلسطيني منذ أمد بعيد.
وحتى لا نذهب بعيدا، كيف تغيب صور الشهيد محمد كرينة عن المسيرات (المليونية!!)، وهو الشهيد الفلسطيني بامتياز؟!!
وإذا كان الأمر الشنيع مقصودا من طرف القوى الظلامية المتورطة في اغتيال المناضلين (عمر بنجلون والمعطي بوملي ومحمد أيت الجيد...)، كيف يتم قبوله واستساغته من طرف المحسوبين على اليسار، ومن بينهم من يدعي الارتباط بإرث الشهيد وبدرب الشهيد؟!!
وهذا التواطؤ غير المبرر أمام الحقيقة الساطعة والتاريخ/الذاكرة يعني أيضا الشهداء زبيدة خليفة (فاس) وعادل اجراوي (فاس) وعبد الرزاق الكاديري (مراكش) الذين قدموا حياتهم من أجل فلسطين...!!
والخطير أن ترفع صور رموز ظلامية إبان المسيرات (المليونية!!) وتغيب صور شهداء شعبنا قدموا حياتهم من أجل القضية الفلسطينية...!!
إنه ذبح لشهداء القضيتين المغربية والفلسطينية من الوريد الى الوريد...!!
إن طمس تضحيات بنات وأبناء شعبنا في ارتباط بقضية الشعب الفلسطيني يخدم بالمكشوف الجهات التي تمتطي حقا معاناة الشعب الفلسطيني وتوظفها لفائدة أجنداتها الخفية والمفضوحة، علما أنها، ونقصد القوى الظلامية ببلادنا بالدرجة الأولى، لا تملك أي رصيد من التضحية لصالح القضية الفلسطينية؛ والكثيرون من أبنائها البررة قد قصدوا وجهات غير وجهة فلسطين (افغانستان وليبيا وسوريا...)، كمرتزقة تحت إمرة الرجعية والصهيونية والامبريالية...
لقد بدأت خيوط اللعبة تتضح؛ إنها لحظة الفرز، فلا مجال لإخفاء الشمس بالغربال...
المجد والخلود للشهيد محمد كرينة، شهيد القضيتين؛
المجد والخلود لكافة شهداء شعبينا المغربي والفلسطيني؛
النصر لقضية شعبينا المغربي والفلسطيني...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق