صفحتنا على الفيسبوك

الاثنين، 27 أكتوبر 2025

الرئيسية القضية الفلسطينية تُذبح بالقاهرة...!!

القضية الفلسطينية تُذبح بالقاهرة...!!

 


القضية الفلسطينية تُذبح بالقاهرة...!!



إنها محطة تآمرية أخرى في حق القضية الفلسطينية، وهذه المرة بالعاصمة المصرية القاهرة. لقد ورد في فقرة من بيانٍ صادر عن اجتماعٍ لبعض الفصائل الفلسطينية يومي 23 و24 أكتوبر 2025 "بدعوة من جمهورية مصر العربية، وبرعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستكمالا لجهود الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر وتركيا"؛ وفي فقرة أخرى "كما جدد المجتمعون تقديرهم للجهود العربية والإسلامية والدولية بما فيها جهود الرئيس ترامب"!! والفصائل المجتمعة هي كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية-القيادة العامة ولجان المقاومة الشعبية والمبادرة الوطنية وتيار الّإصلاح الديمقراطي (تيار محمد دحلان المنشق عن حركة فتح).

إن ما كان مرفوضا بالأمس وبشكل قاطع، وخاصة من طرف بعض الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، صار اليوم مقبولا وببشاعة. فما معنى الإشادة بالأنظمة الرجعية، بكل من مصر وقطر وتركيا، الغارقة من رأسها حتى أخمص قدميها في وحل التطبيع مع الكيان الصهيوني؟!! هل هكذا بجرة قلم صارت هذه الأنظمة شقيقةً وأصبحت رعاية "السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي" كريمةً؟!! ما رأي القوى الظلامية، بمن في ذلك حركة حماس من تبييض سجل السيسي الدموي؟!!

وكيف نستسيغ الحديث عن تقدير جهود الرئيس الأمريكي ترامب، العدو الأول للشعب الفلسطيني ولكافة الشعوب المضطهدة؟!! أليست "أمريكا هي الطاعون، والطاعون أمريكا"؟!!

إن "وقف الحرب على غزة ومعالجة تداعيتها" (عن البيان المذكور) يستدعي مواصلة المقاومة داخل فلسطين وخارج فلسطين وليس تقديم الولاء للامبريالية والصهيونية والرجعية والجثو عند أقدامها. وكل الشعوب المضطهدة ومن بينها شعبنا المغربي معنية بالتصدي للامبريالية والصهيونية والرجعية ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك من منطلق كون التصدي للأنظمة الرجعية أكبر خدمة للقضية الفلسطينية...

فأيُّ منطقٍ سليم يرفض تطبيع نظام مع الكيان الصهيوني ويعانق نظاما آخرا مطبِّعا مع الكيان الصهيوني؟!!

هل يستدعي الأمر مراجعة مواقفنا "العبثية" من المؤامرات السابقة التي استهدفت الشعب الفلسطيني، مثل اتفاقيات العار "كامب ديفيد" (شتنبر 1978) و"أوسلو" (شتنبر 1993)...؟!! ولن نتفاجأ إذا تمت الدعوة الى قبول/اعتماد "وعد بلفور" المشؤوم (نونبر 1917) لتصفية القضية الفلسطينية!!

هل ملايين الشهداء الفلسطينيين وشهداء شعوب أخرى من بينهم شهداء الشعب المغربي (محمد كرينة وزبيدة خليفة وعادل اجراوي وعبد الرزاق الكاديري...) أهدت دماءها الزكية عن طيب خاطر للأنظمة الرجعية المتورطة في تقتيل شعوبها ولأمريكا الطاعون؟!!

هل تبخرت التضحيات البطولية لبنات وأبناء غزة، أطفالا وشبابا وشيوخا ونساء ورجالا، ومات كفاح الشعب الفلسطيني قاطبة وشعوب المنطقة، خاصة بلبنان وسوريا؟!!

إن الامبريالية والصهيونية والرجعية لا يمكن أن تقدم الهدايا للشعب الفلسطيني أو لأي شعب مضطهد آخر. والرهان عليها ليس فقط رهانا خاسرا، بل جريمة في حق القضية الفلسطينية وباقي القضايا العادلة.

وإذا أصبح كل من ترامب والسيسي، بقدرة قادر وبين عشية وضحاها، "بطلي سلام"، ماذا عن المجرم نتنياهو وباقي الرموز الصهيونية والمتصهينة...؟!!

فهل ذاكرتنا مثقوبة لدرجة طمس جرائم الإبادة المرتكبة بغزة وسوريا ولبنان، وهي الجرائم التي جعلت دماء الشعب الفلسطيني والشعبين السوري واللبناني لم تجِف بعد...؟!!

هل باتت العصابات الظلامية المتصهينة بسوريا حليفة وشقيقة؟!!

إنها أسئلة تفرض نفسها، والإجابة عنها كتفسير الواضحات من المفضحات. كما أن التستر على الهزيمة لا ينفيها من الواقع. إن "التفاوض" من موقع ضعف مساومة رخيصة تقتل القضية وجبن وخضوع للأمر الواقع. فالمطلوب نضاليا ومن كل المواقع والبؤر ووفاء لتضحيات الشعب الفلسطيني السخية هو الاستفادة من دروس الهزيمة القاسية ورفع التحدي، لأن إرادة الشعوب في آخر المطاف لا تقهر...

والحال هذه، أي أمام كل هذا الخنوع، فلا نستغرب أن يُختتم البيان ب" كما تقدم المجتمعون بالشكر لجمهورية مصر العربية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والوسطاء على الجهود المبذولة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية"!! إنها دعوة مكشوفة لرفع الراية البيضاء ومباركة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإشارة إلى وقف كافة الأشكال النضالية المناهضة للتطبيع عبر العالم...


النصر للمقاومة الفلسطينية؛

لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني؛

المجد والخلود للشهداء الفلسطينيين...

 

ملاحظة: حركة فتح (محمود عباس) لم تحضر الاجتماع...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

C.A.RA.M. يتم التشغيل بواسطة Blogger.