نداء مسؤولية أمام التاريخ الى المناضلين...
إن الشعارات وحدها لا تكفي لصنع التغيير الجذري المنشود، خاصة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المجال الافتراضي عموما. إن المطلوب هو تنزيل الشعارات المرفوعة على أرض الواقع، وبالتالي اختبار نجاعتها (التحليل الملموس للواقع الملموس). ولا يمكن أن يتم ذلك دون ذاتٍ ثورية حقاً ومنظمة (المركزية الديمقراطية) ومتفاعلة مع المستجدات العلمية والتقنية ومتجذِّرة وسط العمال والفلاحين الفقراء وأوسع الجماهير الشعبية، ذات قادرة على التنظيم والتأطير أمام استفحال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واشتداد حدة الصراع الطبقي، وبالمقابل انبطاح جُل القوى السياسية وتخاذل القيادات النقابية والجمعوية البيروقراطية والخضوع لبريق الريع وذُلّ الفتات. وقد سبق أن أكّدنا على هذا المسعى النضالي لسنوات عديدة، وسنبقى نؤكد عليه دائما، لأنه الدرب الذي سار فيه كافة الشهداء من أجل تحرُّر شعبنا وانعتاقه. إن الواجب النضالي يدعونا الى مواصلة المسير على جراحنا حتى تحقيق حلم شهدائنا، أي إنجاز ثورة شعبنا، والمسؤولية مُلقاة على عاتق كافة المناضلين الصادقين. فلم يعٌد المجال يسمح، ولم يكن يسمح بالأمس واليوم، ركوب الذاتية القاتلة أو الهروب الجبان الى الأمام. لنُوحِّد جهودنا، خاصة وهذه الظرفية التاريخية الصعبة وفي ظل هيمنة فظيعة وموازين قوى مختلة لفائدة الامبريالية والصهيونية والرجعية.
ونعيد فيما يلي نشر فقرة من عمل سابق لتيارنا المناضل، تيار البديل الجذري المغربي (CARAM)، بعنوان "نداء مسؤولية أمام التاريخ الى المناضلين" بتاريخ 19 نونبر 2016:
"لقد تأكد من خلال العديد من التجارب أنه بدون الأداة المنظمة والمؤطرة لفائدة انتصار هذا الشعب المضطهد أو ذاك، يتم حصد الفشل تلو الفشل، بل تأبيد سيطرة أعداء الشعوب، وفي مقدمتها المباشرة الأنظمة الرجعية، حليفة الصهيونية والامبريالية. ومناسبة هذا النداء، هي خروج الجماهير الشعبية الى الشارع منددة باغتيال/طحن الشهيد محسن فكري بتلك البشاعة والوحشية اسوة بمن سبقوه من شهداء هذا الوطن الحبيب.. فلا نريد تكرار أخطائنا إبان الانتفاضات الشعبية السابقة وإبان انتفاضة 20 فبراير.. لقد وجدنا أنفسنا كمناضلين في ذيل الأحداث.. وعندما تكون كذلك، لابد أن تؤدي ثمن تخلفك، بل لابد أن يؤدي شعبك ثمن تخلفك.. ففي تخلفنا خسارة قضية شعب.. إن الجماهير الشعبية المسحوقة ستخرج الى الشارع اليوم وغدا. لكن، ماذا بعد؟ ما العمل؟ كفى من "العنتريات".. شعبنا في حاجة لقيادة مناضلة وقادرة على صنع ثورته المؤجلة. إنه التحدي الذي "يخنقنا".. لنتنفس تنظيما قويا.. لنعمل على بناء أداة ثورية تؤمن بقوة العمال والفلاحين الفقراء، فالتأسيس النظري والسياسي والتنظيمي السليم والعلمي هو الذي يبنى على أرضية المسار النضالي الذي نحن فيه مطالبون بتحمل مسؤوليتنا والتقدم بثبات على أساسه.. ولنتأكد من أن من يعلن الحرب على المناضلين القابضين على جمر القضية، فإنه يعلن اصطفافه بشكل من الأشكال الى جانب النظام وجوقته الرجعية والإصلاحية.. إن المرحلة مرحلة بناء الذات الثورية، وإنها الأولوية التي ما قبلها أولوية.. وغير ذلك ترف ومزايدات وحروب هامشية وتخمة من كلام في كل الاتجاهات بعيدا عن المهمة التاريخية.. نقولها للتاريخ.. مرآتنا ومرآتكم..
تيار البديل الجذري المغربي CARAM".
المجد والخلود لشهداء شعبنا؛
الحرية الفورية لكافة المعتقلين السياسيين؛
النصر لقضية شعبنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق